القضية الفلسطينية واحدة من القضايا المحورية فى السياسة الخارجية لمصر منذ عقود، فقد لعبت القاهرة دورا كبيرا في دعم الشعب الفلسطيني على كافة المستويات “السياسية والدبلوماسية والإغاثية”.
ويستعرض “كابيتال نيوز” في السطور التالية التفاصيـــــــــــــــــــــل..
الرفض المصري
منذ أن اندلع الصراع الفلسطيني _ الإسرائيلي؛ حافظت مصر على موقفها الثابت في مساندة حقوق الشعب المكلوم، وأعلنت أكثر من مرة رفضها لأي محاولات لتصفية القضية أو تهجير الفلسطينيين، وهذا الموقف تجلى بوضوح منذ عام 1948.
اقرأ أيضا: وزير الخارجية يؤكد لعضو الشيوخ الأمريكي دعم مصر لحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة
وأكدت مصر مرارا أن المحاولات التي تمارس للمساس بحقوق الشعب الفلسطيني، سواء من خلال الاستيطان أو التهجير أو أي شكل من أشكال الإقصاء، تمثل تهديدا حقيقيا للاستقرار الإقليمي وتقوّيض للسلام.

شعب فلسطين
قمة القاهرة للسلام
الجهود التي بذلتها مصر لحشد الدعم العالمي للقضية الفلسطينية؛ كان بمثابة رسالة واضحة مفادها (لا بديل عن حل الدوليتن وإحلال السلام في الشرق الأوسط).
كما عملت مصر على استضافة قمة “القاهرة للسلام 2023 “، بهدف توحيد المواقف الدولية لوقف إطلاق النار، وأكدت مصر خلال القمة ضرورة تفعيل مسار السلام ورفض كل أشكال تصفية القضية الفلسطينية، كما استضافت القاهرة القمة العربية الطارئة التي طرحت خلالها مصر خطتها لإعادة إعمار غزة بكافة مراحله دون تهجير سكان القطاع، مؤكدة أن التهجير معناة التخلي عن الأرض والوطن وطمس للقضية، التي يحارب من أجلها العرب منذ عقود.
الدور المصري لم يقتصر على الدعم السياسي والوساطة، بل امتد إلى الجانب الإنساني أيضا، حيث استقبلت المستشفيات المصرية أعدادًا كبيرة من المصابين والجرحى الفلسطينيين من قطاع غزة لتلقّي العلاج اللازم، علاوة على استضافة عددًا من المبعدين من الأسرى الفلسطينيين.
جهود مصر لاستخلاص قرار دولي
وفي إطار التعامل مع الحرب في قطاع غزة، فقد سعت مصر مع الأطراف الدولية المعنية لاستصدار قرار من مجلس الأمن لوقف إطلاق نار مستدام في غزة، وسعت القاهرة من خلال دبلوماسيتها وشراكتها الدولية؛ على محاولة تخفيف المعاناة عن الفلسطينيين في القطاع وإجلاء الرعايا الأجانب والمصابين، وتوفير الدعم اللازم للسلطة الفلسطينية بصفتها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني.
ودعت مصر إلى أهمية التزام اسرائيل بصفتها “قوة الاحتلال” بقواعد القانون الدولي لتوفير الحماية الواجبة للمدنيين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك قطاع غزة، والأماكن المقدسة بمدينة القدس والضفة الغربية.

الضفة الغربية
جهود مصرية
كانت دعوات مصر وجهودها سببا في اعتراف فرنسا بالدولة الفلسطينية، علاوة على الوثيقة التي خرجت عن البرلمان البريطاني، التي كانت بمثابة اعتراف بأن المملكة المتحدة؛ السبب الرئيسي في معاناة قطاع غزة، منذ وعد بلفور 1917.
شاحنات المساعدات المصرية لقطاع غزة
وفي ظل سياسة التجويع التي تمارسها إسرائيل، كانت مصر أيضا الداعم للشعب الفلسطيني، فقد فرضت موقفها أمام ممثلي الاحتلال الإسرائيلي؛ وتمكنت من إدخال الشاحنات محملة بأطنان من المساعدات الغذائية والأدوية، وإسقاطها عبر الطائرات العسكرية المصرية إلى مناطق شاسعة داخل الأراضي الفسطينية.
مؤامرة إخوان فلسطين ضد مصر
نظمت ما يعرف بـ”الحركة الإسلامية” في فلسطين بقيادة كمال الخطيب؛ تظاهرة أمام السفارة المصرية لدى تل أبيب، وعملوا على فرض حصار على السفارة متجاهلين السفارات الأمريكية والإسرائيلية، والأغرب أن المتظاهرين لم يهتفوا بكلمة ضد حرب الإبادة الجماعية التي تقودها إسرائيل ضد أبناء القطاع، فقد اقتصرت الدعوات فقط على حصار السفارة المصرية، واتهام مصر بفرض الحصار على القطاع، وهو ما يؤكد التضليل الذي تمارسه حماعة الإخوان الإرهابية.

تظاهرات الأخوان أمام السفارة المصرية بتل أبيب
وتثير هذه التظاهرات العديد من التساؤلات، حول تعاون حركة حماس مع الاحتلال الإسرائيلي لتحقيق أهدافهم التآمرية.
تاريخ القضية الفلسطينية
الدكتورة سارة كيرة خبيرة العلاقات الدولية ومدير المركز الأوروبي الشمال إفريقي للأبحاث السياسية، أكدت أن القضية الفلسطينية فضفاضة وأكبر وأهم من أي جماعة أو حركة تدعي المقاومة.

الدكتورة سارة كيرة خبيرة العلاقات الدولية ومدير المركز الأوروبي الشمال إفريقي للأبحاث السياسية
وأوضحت خبيرة العلاقات الدولية، في تصريحات خاصة لـ “كابيتال نيوز” أن مخططات إسرائيل الأساسية هي “التوسع”، كونها الدولة الوحيدة على خريطة العالم كله؛ لا تزال حدودها غير مُقامة على الخرائط المسجلة في الأمم المتحدة، وحرب غزة الراهنة تعد بالنسبة لإسرائيل هي الفرصة الذهبية لتحقيق مخططاتها للتوسع في المنطقة.
هجوم السابع من أكتوبر
وترى كيرة أنه من المستبعد أن إسرائيل لم تكن على علم بهجوم السابع من أكتوبر 2023، الذي شنته حماس، ومتوقع أن تكون قد سمحت بإتمام تنفيذ هذا الهجوم؛ لتجد لنفسها مبررا للهجوم على قطاع غزة، مؤكدة: “الشيء الوحيد الذي سيجبر إسرائيل على إنهاء الحرب – هو أن لا يكون هناك وجود لحماس”.
وتابعت: “إسرائيل حققت مكاسب خلال الفترة الماضية تمثلت في إنشاء تسع قواعد عسكرية تابعة لها في جنوب سوريا خلال 6 أشهر، وقضت على “حزب الله” في لبنان بعملية تكنولوجية، منوهة بأن “حماس” مجرد حركة وذراع في المنطقة، وبالتالي فإن إسرائيل التي تمكنت من القضاء على قادة “حزب الله” وحاربت إيران سيكون من السهل عليها القضاء على “حماس”، ورغم ذلك لا تحاول إسرائيل القضاء على “حماس”، لأن مصلحتها في الإبقاء عليها؛ لتجد الحجة القوية لاستمرار الحرب في القطاع وتستمر مخططاتها الشيطانية للتوسع في المنطقة.
نقطة تلاق
وأوضحت الدكتورة سارة كيرة أن هناك نقطة تلاقي بين إسرائيل وحماس، فرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو دخل هذه الحرب ويصر على المضي فيها ولا يهتم بأي ضغوط دولية لأنه يخشى على مستقبله السياسي داخل إسرائيل ويريد أن يحقق نجاحا يساعده على البقاء في السلطة، ونفس الشيء بالنسبة لحماس، فهي أيضا مستمرة في حربها وترفض الاستسلام لأنها تريد فقط أن تستمر في فرض سيطرتها على قطاع غزة.
محاولة الضغط على مصر
وأفادت خبيرة العلاقات الدولية أن الممارسات التي تقوم بها حماس الآن تريد منها أن تضغط على مصر لتخرج بتصريح رسمي يمنح حماس حق التمسك بالسلاح وعدم التنازل، لكن مصر لن تخرج بتصريح كهذا، لأن واقع الحال هو أن حماس ليس أمامها سوى التنازل، خاصة وأنها لم تتمكن من تحقيق إنتصار فعلى على أرض الواقع، فقد تسببت في أن الشعب الآن يواجه الموت والجوع في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل.
وأكدت الدكتورة سارة كيرة أن حماس ولأنها تريد البقاء في السلطة مهما كان الثمن على الرغم من أنها لا تمتلك أي ثقل سياسي وعاجزة عن حماية الشعب وليس لديها جيش أو أي قوة، وحتى إيران التي كانت داعم لها تم ضربها من قبل إسرائيل، فانتظرت من مصر أن تبدي خطوة أو تخرج بتصريح يدعم مخطاطتها الشيطانية، ولأن مصر بالتأكيد لم تقم بذلك فقررت حماس أن تتبع سياسة الإخوان في محاولات لتشويه سمعة مصر.
مصر والقضية الفلسطينية
واستكملت: “مصر هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي لا تزال تحارب وتسعى من أجل تعزيز القضية الفلسطينية وإبقائها”، مشيرة إلى أن حماس فقدت قوتها على المستوى الداخلي بل وأعطت المبرر لإسرائيل لشن هذه الحرب الشرسة، مؤكدة أن مصر لن تتخل عن دورها، ولن تقبل بالتهجير ولن تُقصِّر في تقديم الدعم اللازم لأبناء القطاع، ولن تسمح بأن تجر في حرب، ولن تتراجع أيضا عن حشد أهم القادة والزعماء الدوليين لإبقاء القضية الفلسطينية على أولويات جميع أجندات العالم.
الإخوان وحربهم لمصر
وعلى الصعيد العسكري، أكد خبير الشؤون الاستراتيجية، وخبير الشؤون الإسرائيلية اللواء نبيل صادق، أن منح إسرائيل ترخيص لإشعال تظاهرات أمام السفارة المصرية في تل أبيب لا يعني أنها تريد الدخول في حرب ضد مصر، وليس من مصلحتها الدخول في أي مواجهات عسكرية أمام مصر، لأن وقتها ستخسر خسائر شديدة جدا.
وأوضح اللواء نبيل صادق في تصريحات خاصة لـ”كابيتال نيوز” أن ما يحدث الآن هو عبارة عن مناورات تقوم بها جماعة الإخوان وهدفها الأساسي؛ مُحاربة مصر وإسقاط النظام، مؤكدا أن جماعة الإخوان ليس لهم أي إنتماء لأي وطن، وإنتمائهم الوحيد لأنفسهم فقط.

خبير الشؤون الاستراتيجية، وخبير الشؤون الإسرائيلية اللواء نبيل صادق
وأضاف اللواء صادق؛ أن جماعة الإخوان يصرون على الدخول في مواجهات معادية لمصر؛ رغم أنهم لا يمتلكون أي مخططات سياسية وليس لديهم القدرة أو فكر واستراتيجية معينة تمكن من إدارة الحكم، وهو ما بات واضحا خلال فترة حكم محمد مرسي.
الضغط على مصر
ويرى الخبير الاستراتيجي أن الهدف الأساسي الذي تريده إسرائيل وتستخدم الإخوان لتحقيقه، هو ممارسة ضغوط على مصر لكي تسمح بتهجير الفلسطينيين على أرض سيناء – بسبب الرغبة الصهيونية للقضاء على القضية الفلسطينية نهائيا، مؤكدا أن القضاء على القضية الفلسطينية هدف إخواني أيضا وليس إسرائيلي فقط.
وأفاد اللواء نبيل صادق بأن إسرائيل ربما لا تسعى للدخول في حرب عسكرية ضد مصر، لأنها لن تتمكن من مواجهة خسائر هذه الحرب على المستويين العسكري والاقتصادي، لكن هذا لا ينفي أنها هي والإخوان معها يريدون هدم الدولة المصرية، مؤكدا أن إسرائيل والإخوان يعملان في إتجاه واحد.
زرع الوقيعة
وأكد صادق أن الإخوان قبل إسرائيل يسعون لزرع الوقيعة بين النظام والشعب والمصري، وهذا هدف معروف منذ عقود، كونهم يريدون بشكل أساسي الإيقاع بمصر، منوها بأن سياستهم هي توجيه الإنتقادات لأي خطوات تتم أو أي جهود تبذل لجعل الشعب يثور ضد النظام، مشيرا إلى أنه ورغم ما يحاولون القيام به؛ فإنهم عاجزين عن تحقيق هدفهم – لأن نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي بالفعل حقق إنجازات عديدة على مدار السنوات الماضية، عادت على الشعب بالنفع.
اقرأ أيضا: الرئيس السيسي لرئيس وزراء هولندا: مصر لن تسمح بتهجير الشعب الفلسطيني عن أراضيه
حماس والمقاومة
واختتم اللواء نبيل صادق حديثه قائلا: لابد من التأكيد على أن مصر ومختلف الدول العربية مع المقاومة، لأن أي بلد تعرضت للاحتلال تواجه بالمقاومة لكي تتمكن من الدفاع عن أرضها، لكن لا يصح وصف حماس بأنهم رموز للمقاومة، فهم مجرد ذراع إخواني يتاجرون بالقضية الفلسطينية.




