شهد اليوم الثلاثاء الموافق 24 يونيو 2025، إعلان لإنهاء الصراع وبداية للإتفاق بين طرفي الحرب التي أندلعت ولم تستمر سوى 12 يوم فقط، الحرب التي تهتم بها مختلف دول العالم، وتخشى العديد من الأنظمة أن يكون لها تداعيات خطيرة على المستويين السياسي والاقتصادي.. “حرب إيران وإسرائيل”.
ويستعرض “كابيتال نيوز” آخر وأهم المستجدات عن القضية الإيرانية..
ضربة مفاجئة
وخلال الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه تم الوصول لإتفاق نهائي بين إيران وإسرائيل، معربا عن سعادته بإتمام هذه الخطوة، ومتمنيا أن لا تشهد المرحلة المقبلة أي تصعيد جديد.
اقرأ أيضا: بسبب قاعدة العديد الأمريكية.. قطر تستدعى السفير الإيراني
لكن وبعد مرور 6 ساعات فقط على إعلان إتفاق وقف إطلاق النار وإنهاء الصراع، تتعرض إسرائيل لموجة من الصواريخ، التي استهدفت تل أبيب وأثارت حالة من الرعب والقلق بين الشعب الإسرائيلي، مما طرح العديد من التساؤلات حول إيران بالتحديد.
إيران تنفي
وجهت أصابع الإتهام لإيران، بأنها قد تكون أخلت ببنود إتفاق وقف إطلاق النار وأنها هي التي وجهت هذه الضربة لإسرائيل على سبيل الخداع الإستراتيجي لكل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، كونها من الصعب أن تنسى ما تعرضت له من هجوم مزدوج من قبل “أمريكا وإسرائيل”.
إلا أن إيران نفت أن يكون لها أي يد بأي شكل من الأشكال في هذه الهجمات التي تعرضت لها إسرائيل، مؤكدة أنها ملتزمة بإتفاق وقف إطلاق النار، ولا تنوي الإخلاء به.

الرد الإسرائيلي
على الجانب الآخر، عقب وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس على الضربات التي وجهت ضد إيران، وأكد أنه على يقين بأن إيران قد أخلت ببنود إتفاق وقف إطلاق النار، وأن لها يد فيما تعرضت له إسرائيل اليوم، ليوضح أنه وجه أوامر مباشرة للجيش الإسرائيلي لتوجيه سلسلة ضربات مباشرة ضد أهداف حيوية في قلب العاصمة طهران.
مما يطرح العديد من التساؤلات، ترى هل من الممكن أن تكون إيران وحينما أعلنت موافقتها على إتفاق وقف إطلاق النار كانت تقوم بخدعة استراتيجية وتنتهز الفرصة لتوجيه ضرباتها لإسرائيل.. وهل من الممكن أن تشهد المرحلة المقبلة سيناريوهات تصعيدية أكبر من ذي قبل أم أن من مصلحة الطرفين “إيران وإسرائيل” إنهاء هذه الحرب وعدم الدخول في أي أزمات جديدة؟؟

إنجاز كبير
يرى الدكتور هاني سليمان مدير المركز العربي للبحوث والدراسات والباحث في الشأن الإيراني والعلاقات الدولية، أن الوصول لإتفاق ووقف إطلاق النار بين الجانبين الإيراني والإسرائيلي بعد التصعيد الأخير وجملة المواجهات المعقدة التي كانت بينهما خلال الأيام الأخيرة، يعد إنجازا حقيقيا وخطوة تمثل أهمية كبيرة تتلاقى فيه المصالح والأهداف المختلفة لكلا الطرفين.
وأضاف سليمان في تصريحات خاصة لمــــــــــــــــوقع “كابيتال نيوز” أن وقف الحرب بشكل مباشر سيكون فيها بعض الأصداء التي ستفرض نفسها سواء من هذا الجانب أو ذاك، فعلى سبيل المثال من الممكن أن ترى إسرائيل أن هناك مستجدات أو تطورات تتطلب توجيه بعض الضربات المباشرة، أما إيران، فقد تحاول إتخاذ خطوات لتوجيه رسائل بعينها لكي تؤكد أن مسألة إنهاء الحرب هو قرار بيدها هي وليس في يد واشنطن منفردة.

مصلحة الطرفين
وأشار الدكتور هاني سليمان، إلى أنه رغم وجود احتمالات وتخوفات من عودة الصراع والمواجهات المسلحة من جديد، إلا أنه من مصلحة كلا الطرفين “إيران وإسرائيل” وخاصة الجانب الإيراني إنهاء هذه المواجهات بشكل جذري، لأن كليهما لا يريد التصعيد أكثر من ذلك، طالما أنه لم يتم تخطي الخطوط الحمراء.
وفيما يتعلق بالضربة التي وجهت لإسرائيل بعد مرور 6 ساعات فقط من إتفاق وقف إطلاق النار، يرى سليمان أنه ليس من المستبعد أن تكون إيران هي التي وجهتها، أو ربما من أحد وكلائها وأذرعها في المنطقة، لكن إذا كانت إيران بالفعل هي التي وجهت هذه الضربة، فليس هدفها التصعيد أو الدخول في مزيد من المواجهات المفتوحة.
الموقف الإيراني
وأوضح مدير المركز العربي للبحوث والدراسات أن النظام الإيراني يعاني بالفعل من الاضطرابات على المستويين السياسي والاقتصادي، علاوة على معاناته من الإنهاك الشديد، لذلك من مصلحة إيران أن لا تحاول التصعيد مجددا مع إسرائيل، أو إتخاذ أي خطوة تتسبب في دخول أمريكي جديد.
الموقف الإسرائيلي
وانتقل الدكتور هاني سليمان إلى الجانب الإسرائيلي، ليوضح أن قدرة إيران على الوصول إلى العمق الإسرائيلي وتوجيه ضربات في قلب تل أبيب وإحداث حالة من الرعب والقلق لدى الشعب، يجعل إسرائيل في موقف صعب أمام شعبها، مؤكدا أن إيران وبهذه الطريقة تكون بالفعل حققت مكسبا كبيرا، لذلك فإن إسرائيل من مصلحتها أن لا تدخل في تصعيد جديد أمام إيران.
ما بعد الضربة الأمريكية لمنشآت إيران النووية
وعند الإنتقال للضربة التي وجهتها الولايات المتحدة الأمريكية لمنشآت إيران النووية، ومخططات إيران المتوقعة لمواجهة تبعات هذه الضربة، أكد الدكتور هاني سليمان أن هذه الضربة كبدت إيران خسائر اقتصادية استثمارية كبيرة استمرت لعقود، خاصة وأن استثمارات إيران في برنامجها النووي خلال المرحلة الماضية اقتربت من الـ 40 مليار دولار، والأزمة الحقيقية أن هذا البرنامج هو أحد الركائز الأساسية التي تبني عليها نظام الثورة الإسلامية شرعيته، لكنه أوضح أن خروج إيران بدون استهداف اليورانيوم المخصب، فمن الواضح أن تم نقله لمكان أخر، وربما تم إنقاذ اليورانيوم المخصب أكثر من 408 كيلو جرام من اليورانيوم المخصب أي قرابة الـ60% على أقل تقدير.

أقرأ أيضا: إيران تنفي إطلاق صواريخ من داخل أراضيها وتؤكد إلتزامها بوقف إطلاق النار
أهمية اليورانيوم المخصب
وبحسب الباحث المتخصص في الشأن الإيراني فإن اليورانيوم المخصب سوف يظل كتلة مهمة وورقة رابحة تستطيع إيران استغلاله في أي وقت من الأوقات، إذا تمكنت من إنشاء مفاعل نووي جديد وحينها سوف تتعاون مع العديد من الدول على مستوى المنطقة.
ويرى الدكتور هاني سليمان أن إيران خرجت من هذه الحرب بنوع من الشرعية لمواجهة إسرائيل وواشنطن على المستوى القانوني وعلى المستوى العملي، ونجحت أيضا في رفع سقف شروط التفاوض خلال المرحلة المقبلة، ولن تواجه نفس الضغوط التي كانت تواجهها من قبل، وستتمكن من وضع استراتيجيات مختلفة وسيكون لديها أدوات مرنة في التعامل، مؤكدا أنه وعلى الرغم من الحرب، إلا أنها سيكون أمامها قدرة أكبر في الحركة وإتباع السياسة الى
