انتهى الصراع وأعلن عن الإتفاق بين طرفي الأزمة دون الكشف عن كواليس هذه الخطوة، لكن كيف سارت الأمور بين كلا من إيران وإسرائيل وما هي الرؤى والأهداف التي تم الكشف عنها خلال الفترة الماضي؟
ويستعرض “كابيتال نيوز” أخر وأهم المستجدات عن القضية الإيرانية..
ضربة مفاجئة
استيقظ العالم يوم الجمعة 13 يونيو على مفاجئة لم تكن متوقعة، فقد وجهت إسرائيل هجمات مسلحة على أكثر من منطقة في إيران، مما تسبب في دمار كبير للعديد من المناطق وخسائر في البنى التحتية والأهم أن إسرائيل ومن خلال هذه الضربات تمكنت من استهداف عدد من أهم الرموز والقادة الإيرانيين في مقدمتهم رئيس هيئة الأركان محمد باقري، وقائد الحرس الثوري، حسين سلامي فضلاً عما لا يقل عن 10 علماء نوويين.وزادت التساؤلات..
ترى هل سيتوقف رد الفعل الإيراني على مجرد توجيه تصريحات غاضبة ورافضة لما تعرضت له من هجمات إسرائيلية مسلحة، أم سترد بنفس الطريقة التي إتبعتها إسرائيل.

اقرأ أيضا: إيران: هجمات إسرائيل على اصفهان لم تسفر عن أي خسائر
وكان لما قامت له إسرائيل ردود فعل رافضة على المستويين العربي والدولي، فقد أكدت مختلف الدول على مستوى العالم أن ما قامت به إسرائيل سيكون له تداعيات خطيرة على المستويين السياسي والاقتصادي في المنطقة ككل، وفي نفس الوقت سيقوض من الجهود التي تبذل لمدة عام ونصف لإنهاء حرب غزة.
رد الفعل الإيراني
ولم تنتظر إيران طويلا حتى أعلنت عن رد فعلها، والذي جاء بطريقة عملية تمثلت في توجيه سلسلة من الهجمات المسلحة وسيل من الصواريخ بقلب تل أبيب، مما تسبب في تدمير البنى التحتية ومقتل عدد كبير من الإسرائيليين.
وقد تمكنت إيران ومن خلال هجماتها المسلحة أن تستهدف مراكز قيادية خطيرة في قلب تل أبيب، منها على سبيل المثال ومن أهمها مبنى الموساد الإسرائيلي.
وكانت هجمات إيران سبب في هروب عدد كبير من الإسرائيليين عن الأرض المحتلة واللجوء لدول أخرى خوفا من مواجهة الموت بسبب صواريخ إيران الموجهة، علاوة على خوفهم من التداعيات الاقتصادية المرتقبة، خاصة وأن الإعلام العبري أكد أن الاقتصاد الإسرائيلي يعاني من أزمات قوية وخسائر بسبب الحرب التي تورطت فيها إسرائيل مع إيران، والتي تخوضها وهي لا تزال منخرطة في حربها ضد قطاع غزة.
مخططات إسرائيلية
وفي سياق الأحداث أكد موقع “واللا” العبري للأخبار، أن الهدف الأساسي الذي تسعى له إسرائيل من خوضها هذه الحرب مع إيران هو استهداف المنشآت النووية الإيرانية، بسبب رغبتها في إضعاف إيران وتجريدها من سلاحها النووي نهائيا.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” تصريحات تؤيد بالفعل ما كشف عنه موقع “واللا” العبري، فقد قال في كلمة للشعب الإسرائيلي أن إيران تعمدت استهداف الشعب الإسرائيلي بكل ما لديها من قدرات وهجمات مسلحة، مما بات يستوجب العمل على التخلص من السلاح النووي الإيراني، مؤكدا أنه لا يشكل خطرا على إسرائيل فقط، وإنما على مختلف دول العالم، وطالب من المجتمع الدولي الوقوف بجانب إسرائيل ومساندتها في التخلص من السلاح النووي.

رؤية إعلامية أمريكية
ومن جانبها أكدت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن إسرائيل بالفعل هدفها الأساسي من هذه الحرب هو تجريد إيران من سلاحها النووي الإيراني، والدليل على ذلك إنها توجه هجماتها بشكل مباشر على منشآت إيرانية بعينها، لكنها أوضحت في نفس الوقت أن هناك منشآت من الصعب الوصول إليها لأن مقرها في قلب الجبال، مشيرة إلى أن إسرائيل لن تتمكن من الوصول لهدفها بدون غطاء ومساعدة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
الموفق الروسي
وكان لروسيا رد فعل حيال ما يحدث بين إيران وإسرائيل، فخلال اللقاء الذي أجراه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أكد أن موسكو تساند طهران في حربها ضد إسرائيل، مؤكدا أن إيران لها الحق في الدفاع عن نفسها ضد أي ممارسات تتم ضدها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية أو إسرائيل، منوها أن ما يحدث ضد إيران غير مبرر على الإطلاق ويتنافى مع مواثيق والإتفاقيات الدولية والقانون الدولي.
وعلى الرغم من تداعيات حرب أوكرانيا التي لا تزال روسيا تعاني منها حتى الآن، إلا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، توعد بأن يساعد إيران ويمدها بالسلاح النووي الذي تحتاج إليه.

الموقف الأمريكي
ولم تقف الولايات المتحدة الأمريكية مكتوفة الأيدي، ففي بداية الأمر عقب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرفض الشديد لما يحدث بين إيران وإسرائيل، وأكد على أن ما يحدث سيكون له عواقب وخيمة، معربا عن أمانيه عن أن ينتهي هذا الصراع خوفات من نتائجه المتوقعة.
وفي تصريحات رسمية أكد الرئيس الأمريكي أن إيران وجهت له رسالة بأنها بالفعل تريد إنهاء حربها مع إسرائيل وإنها لا تسعى إلى التصعيد لما هو أكثر من ذلك، لكن وبشكل مفاجيء، وجه الرئيس الأمريكي ضربته التي لم تكن متوقعة على الإطلاق.
ضرب المنشآت النووية الإيرانية
لم يمر سوى أيام على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أعرب فيه عن أمانيه بإنهاء الصراع الإيراني الإسرائيلي، حتى وجه ضربات موجهة ضد إيران، فقد نفذ هجومًا جويًا واسعًا على ثلاث منشآت نووية إيرانية رئيسية في فوردو ونطنز وأصفهان
ووصف الرئيس دونالد ترامب العملية بأنها “ناجحة للغاية”، مؤكدًا أن “الآن هو وقت السلام”، لأنه وعلى حد قوله الآن لم تعد إيران تملك السلاح النووي الذي يهدد أمن وسلامة دول العالم.
من جانبه أعتبر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي هذا الهجوم الأمريكي بأنه “انتهاك جسيم” لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، موضحا أنه وبهذا الشكل أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه لا يريد السلام بأي شكل من الأشكال، مشددا على حق بلاده في الدفاع عن سيادتها، وهدد باستهداف القواعد الأمريكية في حال توسع الصراع.
الهدف الأمريكي
ووفقا لما ورد على صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، فإن الرئيس الأمريكي حينما وجه هذه الضربة كان له هدف محدد وهو تجريد إيران من السلاح النووي، أو على الأقل يكون أمامها سنوات حتى تتمكن مجددا من إمتلاك سلاح نووي جديد، وفي نفس الوقت لرغبته في أن يقال أنه هو الرئيس الأمريكي الذي فعل ما لم يفعله من سبقوه من الرؤساء، وهو القضاء على سلاح إيران النووي.
ضرب القواعد الأمريكية
ولم تنتظر إيران طويلا، فقد أطلقت عدة صواريخ، مساء أمس الاثنين، على القواعد العسكرية الأمريكية في قطر والعراق، وذكر التلفزيون الإيراني الرسمي أن إيران بدأت عمليتها ضد قاعدة العديد الأمريكية في قطر.
وقال مسؤولون أمريكيون الولايات المتحدة بالفعل تعقبت عدة صواريخ أطلقت من إيران باتجاه منشآت عسكرية أمريكية في قطر والعراق، كما أكد مصدر إسرائيلي لشبكة CNN الأمريكية إن إيران أطلقت 10 صواريخ باتجاه قطر وصاروخا واحدا باتجاه العراق.

إنهاء الصراع
وخلافا لتوقعات الكثيرين بأن الشرق الأوسط يتجه نحو السيناريو الأسوأ مع توجيه إيران ضربة لقاعدة العديد العسكرية الأمريكية، خرج الرئيس دونالد ترامب ليخبر العالم بصورة مفاجئة بشرى وقف المعركة بين طهران وتل أبيب، مشيرا إلى اتفاقهما بشكل كامل على وقف إطلاق النار خلال ساعات، تمهيدا لانتهاء حرب الـ12 يوما.
وهنأ ترامب إسرائيل وإيران على ما وصفه بـ “التحلي بالشجاعة والذكاء” لإنهاء تلك الحرب.
ملابسات الإتفاق
وبينما لم يتم الكشف عن هذا الاتفاق وملابساته، حرص جي دي فانس نائب الرئيس الأمريكي على التأكيد على أن “إيران أصبحت الآن غير قادرة على صنع سلاح نووي بالمعدات التي تمتلكها لأننا دمرناها”.

اقرأ أيضا: كيف كشفت حرب إيران وإسرائيل علاقة مايكروسوفت الأمريكية بإبادة أبناء غزة؟
ونقلت قناة فوكس نيوز عنه تحذيرا لطهران بأنه إذا أرادت بناء سلاح نووي في المستقبل “فسيتعين عليها التعامل مع الجيش الأميركي مجددا”.
ويبق السؤال.. هل بالفعل إنتهى الصراع بين إيران وإسرائيل.. أم أن هناك سيناريوهات سيكشف عنها النقاب خلال المرحلة المقبلة؟؟
