سيارة سيتروين.. شهد الاقتصاد المصري مؤخرًا دفعة قوية نحو توطين الصناعة وزيادة التصنيع المحلي، في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد الوطني وتوفير العملة الأجنبية.
اقرأ أيضا: الحكومة تتيح استيراد سيارات الاستعمال الشخصي دون تقديم مستند يثبت سداد قيمتها بالخارج
إنتاج سيارة سيتروين

سيارة سيتروين
ويستعرض “كابيتال نيوز” أخر وأهم المستجدات عن مختلف القطاعات في مصر..
في هذا السياق، جاء اجتماع الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الإثنين، مع اللواء مختار عبد اللطيف، رئيس مجلس إدارة الهيئة العربية للتصنيع، ليؤكد على هذه التوجهات المحورية، حيث تم التركيز على دور الهيئة في دعم هذه الأهداف الاقتصادية الحيوية.
ويبرز هذا الاجتماع، وما تلاه من إعلانات، التزام الدولة المصرية بتحقيق الاكتفاء الذاتي في العديد من القطاعات الصناعية، وعلى رأسها صناعة السيارات.
فلطالما كانت فاتورة الاستيراد تمثل عبئًا على الموازنة العامة، ولذلك فإن تعميق التصنيع المحلي ليس فقط خطوة نحو الاكتفاء الذاتي، بل هو أيضًا مسار رئيسي نحو تحقيق النمو الاقتصادي المستدام وتقوية الجنيه المصري.
استراتيجية الهيئة العربية للتصنيع
أكد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس اطلع على مجمل أنشطة ومشروعات المصانع والشركات التابعة للهيئة العربية للتصنيع في مختلف المجالات.
هذا الاهتمام الرئاسي يعكس الأهمية التي توليها الدولة لدور الهيئة كقاطرة للتنمية الصناعية في مصر. فالهيئة، بتاريخها العريق وخبراتها المتراكمة، تعد ركيزة أساسية في تنفيذ الرؤى الاقتصادية للدولة.
من جانبه، أوضح اللواء مختار عبد اللطيف أن الهيئة تعمل وفق استراتيجية شاملة تركز على ثلاثة محاور رئيسية:
- تعميق التصنيع المحلي
- زيادة معدلات التصدير
- ورفع القدرات التصنيعية والتكنولوجية لمصانعها
كما أشار إلى أهمية التعاون مع القطاع الخاص، سواء المحلي أو الدولي، لإقامة مشروعات مشتركة تستغل الإمكانات الصناعية المتطورة التي تمتلكها الهيئة.
هذا التعاون يفتح آفاقًا جديدة أمام الاستثمارات المشتركة ويساهم في نقل الخبرات والتكنولوجيا، مما ينعكس إيجابًا على جودة المنتجات المحلية وقدرتها التنافسية في الأسواق العالمية.
وأكد رئيس الجمهورية على أهمية الدور الذي تضطلع به الهيئة العربية للتصنيع في مختلف القطاعات، خاصة ما يتصل بتعزيز نسب التصنيع المحلي وتوطين الصناعة.
هذه التأكيدات الرئاسية تمثل دعمًا قويًا لمسيرة الهيئة نحو تحقيق أهدافها، وتؤكد على أن توفير العملة الأجنبية من خلال خفض فاتورة الاستيراد وزيادة التصدير هو أولوية قصوى للدولة.
طفرة في صناعة السيارات
جاء في إطار التعاون المثمر بين الهيئة العربية للتصنيع وكبرى الشركات العالمية، أشار السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، إلى اطلاع الرئيس على أطر التعاون القائم بين الهيئة وعدد من الشركات العالمية العاملة في مجال صناعة السيارات.
هذه الشراكات تعد حجر الزاوية في استراتيجية توطين صناعة السيارات في مصر، والتي تهدف إلى تحويل مصر إلى مركز إقليمي لإنتاج وتصدير السيارات.
وفي خطوة تاريخية، تفقد الرئيس عددًا من سيارات طراز “سيتروين C4X” التي تصنع محليًا بنسبة مكون 45% داخل مصانع الهيئة العربية للتصنيع.
هذا الإنجاز جاء نتيجة للشراكة الاستراتيجية بين الهيئة العربية للتصنيع ممثلة في الشركة العربية الأمريكية للسيارات (AAV) ومجموعة “ستيلانتس” الفرنسية، وهي إحدى أكبر شركات صناعة السيارات في العالم.
وأوضح اللواء رئيس الهيئة أن التخطيط لإنتاج هذا الطراز بدأ في أغسطس 2023، وأن العمل الدؤوب على التجهيزات الفنية واللوجستية أسفر عن إنتاج النماذج الأولية في مارس 2025.
مخططات إنتاجية ضخمة
تعتبر خطة إنتاج سيارات “سيتروين C4X” بمثابة نقطة انطلاق قوية لمستقبل صناعة السيارات في مصر، من المقرر إنتاج نحو 7000 سيارة سنويًا لمدة 4 سنوات، بإجمالي 28 ألف سيارة.
هذا العدد ليس مجرد رقم، بل يمثل فرصة لخلق آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، وتنشيط الصناعات المغذية، وزيادة مساهمة قطاع الصناعة في الناتج المحلي الإجمالي.
الأكثر إثارة هو الإعداد الجاري حاليًا لإنتاج سيارة جديدة بالتعاون مع مجموعة “ستيلانتس”، على أن يبدأ الإنتاج نهاية عام 2026 بإجمالي 240 ألف سيارة.
وما يميز هذا المشروع هو أنه سيتم تصنيع هذه السيارات حصريًا داخل مصانع الهيئة، دون إنتاجها في أي من مصانع المجموعة الأخرى على مستوى العالم.
اقرأ أيضا: لتمويل شراء السيارات.. تعرف على شروط البنوك لتلبية احتياجاتك