انتهت الحرب بين إيران وإسرائيل، لكن يبدو أنه كان من نتائجها حرص مختلف الدول على مستوى العالم لزيادة استعدادها تحسب لأي مواجهات مقبلة.
ويستعرض “كابيتال نيوز” أخر وأهم المستجدات عن مختلف القضايا على مستوى العالم.
خطوة استراتيجية كبرى
قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر من قمة حلف الناتو التي عقدت في لاهاي، إنهةمن المقرر إتمام خطوة استراتيجية كبرى، أكد أنها ستكون هي الأبرز منذ نهاية الحرب الباردة، حيث من المقرر شراء 12 طائرة مقاتلة من طراز F‑35A قادرة على حمل القنابل النووية التكتيكية من طراز B61‑12 التي تزودها الولايات المتحدة.
ووفقا لوكالة “رويترز” البريطانية للأخبار فإن بريطانيا بهذه الطريقة تعيد ولأول مرة منذ عام 1998 حالة القدرة على الإطلاق الجوي للأسلحة النووية، وذلك بعد أن تم سحب القنابل من نوع WE‑177 في ذلك التاريخ.
اقرأ أيضا: بعد إعلان الإتفاق.. كواليس الأهداف الخفية لصراع إيران وإسرائيل
التهديد الروسي
وأوضح رئيس وزراء بريطانيا خلال الخطاب الذي وجهه على هامش فعايا مؤتمر حلف الناتو أن شراء هذه الطائرات يأتي خلال الفترة الراهنة التي وصفها بحقبة عدم اليقين، منوها أن الفترة الراهنة يزيد فيها تداعيات وإنعكاسات التهديد الروسي للدول المجاورة لها، علاوة على تراجع دور الولايات المتحدة التقليدي في أوروبا، ما يفرض على بريطانيا تعزيز قدراتها الدفاعية، على حد قوله.

وتعد الصفقة أكبر توسّع في الردع النووي البريطاني منذ عقود، ودلالة على التزام لندن بالمشاركة الفعالة ضمن الردع الجماعي لحلف شمال الأطلسي.
التكلفة المالية
وبحسب ما أتضح، فإن تكلفة كل مقاتلة تصل إلى قرابة الـ 80 مليون جنيه إسترليني، ليشكل المجموع ما يقارب مليار جنيه، وهو استثمار يُدعم نحو 20 ألف وظيفة محلية ويسهم في تعظيم دور الصناعات الدفاعية البريطانية
جدير بالذكر أن تخزين القنابل يتم تحت إطار البرنامج المعروف بـ”الطائرات القادرة على حمل السلاح النووي” وهو ما يستلزم الحصول على موافقة “مجموعة التخطيط النووي لحلف الناتو”، وبنفس شروط الاتفاق الذي يربط الوزارة البريطانية مع البيت الأبيض.
قرار الحكومة البريطانية
من ناحية أخرى، يعكس هذا التوجه قرار الحكومة البريطانية بإعادة إحياء جزء من الردع الجوّي التكتيكي، مكملة لنظام الغواصات النووية التي تعتمد عليها بريطانيا حالياً.
ويُعتبر الطراز F‑35A خياراً عملياً نظراً لقدراته التشغيلية الأكبر ونطاقه الجوي الأوسع مقارنةً بطراز F‑35B المستخدم في حاملات الطائرات، فضلاً عن أسعاره الأقل نسبياً مما يساعد على تحقيق توفير يصل حتى 25% للطائرة الواحدة.
استراتيجية الدفاع الجديدة
جدير بالذكر أن مكتب الدفاع ربط هذه الخطوة بمراجعة استراتيجية الدفاع الجديدة والتي هدفها الأساسي رفع الإنفاق العسكري إلى 5 ٪ من الناتج المحلي بحلول 2035، وهو ما يأتي كجزء من التزامات حلف الناتو، وزيادة جاهزية بريطانيا لمواجهة الصراعات المحتملة على أراضيها
وفي تعليقه على هذا القرار، شدد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ستارمر على أن السلام لم يعد أمراً مفروغاً منه، إلا أن الأمين العام للناتو، مارك روتييه، وصف هذه المبادرة بأنها “إسهام بريطاني قوي داخل الحلف”.
الموقف الأمريكي
على صعيد أخر أوضحت وزارة الدفاع الأمريكية أن توفيرها لقنابل B61 في إطار هذا الاتفاق يأتي ضمن النظام الدفاعي الجماعي للحلفاء.

يشار إلى أن هذه المستجدات تأتي في ظل مناخ أمني متصاعد بين روسيا ودول الغرب، وفترة تشهد تداعيات الحرب الأخيرة مع أوكرانيا، علاوة على القلق الدولي من تصاعد سباق التسلّح.
وتضع بريطانيا نفسها مجدداً في خانة الصوّار الجويين داخل حلف الناتو، حيث ستشارك بفعالية في الردع النووي التكتيكي هذه السياسة ستخضع لضوابط دولية تشمل موافقة الناتو والولايات المتحدة، وهو ما يثير جدلا موسعا داخل الأوساط السياسية والعسكرية، حول جدواها ورسالتها الاستراتيجية في إعادة الاستقرار الأوروبي.
