تُعد مكتبة دير سانت كاترين في جنوب سيناء واحدة من أقدم وأهم المكتبات في العالم، وتحتل المرتبة الثانية من حيث القدم بعد مكتبة الفاتيكان.
مكتبة دير سانت كاترين
تأسست هذه المكتبة التاريخية في القرن السادس الميلادي داخل جدران دير سانت كاترين، الذي يُعد من أقدم الأديرة المسيحية التي ما زالت قائمة حتى اليوم، ويقع عند سفح جبل موسى بمنطقة سانت كاترين في مصر.
ماذا تضم المكتبة؟
تضم مكتبة دير سـانت كاترين ما يزيد عن 3300 مخطوطة نادرة ومتنوعة، وهي كنز لا يُقدّر بثمن للباحثين والمؤرخين المهتمين بتاريخ الأديان واللغات القديمة. تحتوي المكتبة على مخطوطات مكتوبة بأكثر من 13 لغة، من بينها اليونانية والعربية والسريانية والقبطية والجورجية واللاتينية، بالإضافة إلى الأرمينية والسلافونية وغيرها، ويعود تاريخ بعض هذه المخطوطات إلى القرنين الرابع والخامس الميلاديين.
وتعتبر المكتبة مصدرًا فريدًا للمخطوطات المسيحية والوثائق النادرة، كما تضم العديد من الأيقونات والكتب المطبوعة القديمة، وقد تم إدراجها ضمن قائمة التراث العالمي لما تحتويه من إرث إنساني فريد، مما جعلها مقصدًا علميًا وسياحيًا هامًا على خريطة السياحة الثقافية والدينية في مصر.
أعمال الترميم
خضعت المكتبة في السنوات الأخيرة لأعمال ترميم وتحديث دقيقة تحت إشراف خبراء مصريين ودوليين بهدف الحفاظ على المخطوطات والوثائق من التلف، مع الحفاظ على الطابع المعماري والتاريخي للمكان. وقد تم استخدام تقنيات حديثة في الحفظ الرقمي والفهرسة، ما أتاح إمكانية الوصول إلى كثير من هذه المخطوطات إلكترونيًا للدارسين حول العالم.
وتُعد مكتبة دير سـانت كاترين شاهدًا حيًا على التواصل الحضاري والديني عبر العصور، فهي لا تخدم فقط المجتمع المسيحي بل تمثل جزءًا من التاريخ الإنساني المشترك. ويستمر الدير والمكتبة في جذب الزوار والمهتمين من جميع أنحاء العالم لاكتشاف هذا الصرح الروحي والثقافي الفريد.
باختصار، فإن مكتبة دير سـانت كاترين ليست فقط ثاني أقدم مكتبة في العالم، بل هي مركز إشعاع حضاري وثقافي وإنساني لا يزال ينبض بالحياة وسط صحراء سيناء الهادئة، شاهدةً على قرون من التاريخ والدين والعلم والمعرفة.
اقرأ أيضًا:الدخول برقم الجلوس.. مكتبة الاسكندرية تستقبل طلاب الثانوية العامة مجانا