تسببت الضربات الإيرانية الإسرائيلية المتبادلة مفاجئة غير متوقعة على مستوى العالم، وأثيرت العديد من التساؤلات حول النتائج المحتملة على المستوى الأقتصادي، وربما أكثر ما تحيط حوله التساؤلات هو أسواق النفط العالمية.
ويستعرض “كابيتال نيوز” أخر وأهم المستجدات عن الضربات الإيرانية الإسرائيلية..
صدمة قوية
وفقا لما كشفت عنه وكالة الطاقة الذرية الدولية، فقد شهدت أسواق النفط العالمية صدمة قوية عقب الضربات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، حيث قفزت أسعار النفط بنسبة 7-13% خلال ساعات، مسجلةً أعلى مستوياتها منذ يناير الماضي.
اقرأ أيضا: بعد هجمات “إيران وإسرائيل”.. ما هو مستقبل عبور ناقلات النفط عبر مضيق هرمز؟
ووفقا لما ورد عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فقد شهد خام البرنت ارتفاع وصل إلى 78.50 دولاراً للبرميل، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط إلى 77.62 دولاراً، تلك النسب التي تشكل أكبر قفزة يومية منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.
وهذه النتائج وهذا الارتفاع المفاجئ تعد على المخاطر الجيوسياسية التي تفرضها التوترات في منطقة حيوية تنتج ثلث الإمدادات النفطية العالمية.
دور إيران المحوري في سوق الطاقة
بحسب ما ورد، فإن المخاوف تتمركز حول الدور الإيراني المحوري في سوق الطاقة، كونها تنتج 3.3 مليون برميل يومياً، أي ما يعادل 3% من الإنتاج العالمي، وإيران أيضا تصدر أكثر من 2 مليون برميل يومياً، أي ما يمثل 11% من إنتاج منظمة “أوبك”.
وأي تعطيل لهذه التدفقات كما حدث خلال العقوبات الأمريكية التي فرضت خلال عام 2018 من الممكن أن يتسبب في حدوث فراغ كبير سيكون من الصعب مواجهته حتى مع زيادة إنتاج دول مثل السعودية أو الإمارات.
مضيق هرمز
وألتفتت وكالة الطاقة الذرية الدولية إلى الخطر الذي يتمثل في مضيق هرمز، وهو المضيق الذي يمر من خلاله 20 مليون برميل يوميا أي ما يعادل 20% من الإمدادات العالمية، وقد دفع التهديد الإيراني السابق بإغلاق الممر إلى توصية مؤسسة الأمن البحري البريطانية “أمبري” لشركات الشحن بتغيير مساراتها تحسباً لأي عمليات عسكرية.
تداعيات على دول الخليج
على الجانب الأخر ترى وكالة الطاقة الذرية الدولية أن دول الخليج ونتيجة لما حدث سوف تشهد مكاسب قصيرة الأجل من ارتفاع الأسعار، وهو ما يزيد من إحتمالات زيادة إيرادات السعودية والإمارات والكويت التي تعتمد على النفط في تمويل موازناتها.
لكن وعلى الرغم من هذه المكاسب، فهناك العديد من المخاطر على المدى الطويل، لأنه ووفقا لما ورد أي هجوم على منشآت نفطية خليجية أو إغلاق لمضيق هرمز سيتسبب في ارتفاع تكاليف الشحن والتأمين، كما أنه سيهدد الاستقرار الاقتصادي الإقليمي.
تحديات تواجهها إيران
من جانبها ترى وكالة “رويترز” البريطانية أن إيران تواجه تحديات مضاعفة، كونها تعتمد بشكل أساسي على تهريب النفط عبر عمليات “النقل من سفينة إلى أخرى” وذلك من أجل إخفاء صادراتها نحو الصين، مؤكدة أن أي تصعيد قد يعيد فرض عقودات صارمة، كما أن التوترات الحالية تجمد استثمارات القطاع النفطي الذي يحتاج إلى تمويل لمواكبة التطور التكنولوجي.
تداعيات على إسرائيل
وتناولت وكالة “رويترز” البريطانية التداعيات التي من المقرر أن تواجهها إسرائيل من الناحية الاقتصادية خاصة بعد الهجمات التي تعرضت لها من قبل إيران، حيث أفادت الوكالة أن الشيكل شهد إنهيار يقدر بنسبة 1.8% أمام الدولار، وهو أسوأ ما تعرض له الشيكل الإسرائيلي منذ أكتوبر 2023، كما أن البلاد شهدت حالة من الذعر الاستهلاكي مع تهافت المواطنين على تخزين المواد الأساسية، حيث قفزت مبيعات المياه 500% والأغذية الجافة 400%. كما انخفض مؤشر “تل أبيب 35” في البورصة بنسبة 1.6%، مع تراجع حاد في قطاعي البنوك والتأمين.
سيناريوهات التصعيد الكارثية
على صعيد أخر، حذرت وكالة “بلومبرج” الأمريكية الاقتصادية من استمرار التوتر الحالي، مؤكدة أنه وفي حال استمراره فسوف تنطلق سلسلة من الأزمات غير المسبوقة، فإذا إيران أغلقت مضيق هرمز، فقد يتعطل 14 مليون برميل يوميا، مما سيؤدي إلى أرتفاع الأسعار إلى 120 دولار للبرميل.
اقرأ أيضا: وزير الخارجية يجري اتصالات مع نظيريه قطر وإيران لبحث التصعيد الإسرائيلي
وترى الوكالة الأمريكية أن إنسحاب طهران المحتمل من معاهدة حظر الانتشار النووي قد يؤدي إلى عقوبات دولية تعطل صادراتها بالكامل.
وعلى المستوى العالمي، سيزيد ارتفاع أسعار الطاقة من معاناة البنوك المركزية في مكافحة التضخم، خاصة مع تفاقم الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها.