تسببت موجة التصعيد والهجوم المتبادل بين كلا من إسرائيل وإيران في طرح موجة من التساؤلات حول مستقبل ناقلت النفط المارة عبر مضيق هرمز.
ويستعرض “كابيتال نيوز” أخر وأهم المستجدات عن تطورات الأوضاع بين إسرائيل وإيران..
ومن المعروف أن مضيق هرمز تمر من خلاله قرابة ربع الإمدادات العالمية من النفط الخام.
اقرأ أيضا: الجيش الإيرانى: سنطلق نحو 2000 صاروخ تجاه إسرائيل في الهجمات القادمة
تردد شركة فرونتلاين
من جانبه أوضح رئيس شركة “فرونتلاين” التي تعد أكبر مجموعة عالمية لناقلات النفط، “لارس بارستاد” أن الشركة مترددة في قبول عقود جديدة للإبحار داخل الخليج عبر المضيق بسبب الهجمات المتبادلة التي جرت بين الجانبين “إيران وإسرائيل”.
وقالت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية إن شركة “فرونتلاين” تعد أكبر شركة ناقلات نفط مدرجة في البورصة العالمية، منوهة أن تردد الشركة في قبول عقود جديدة يمثل أول مؤشر على اضطراب محتمل في أنماط الشحن العالمية، وذلك بسبب أندلاع الصراع الذي شهده أمس الجمعة بين إيران وإسرائيل.
قلق على حركة السفن
وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن القلق حاليا يتركز على حركة السفن وناقلات النفط التي تمر عبر مضيق هرمز، ذلك الممر المائي الضيق، الذي من المعروف أنه يمر بين إيران وسلطنة عمان، وفي نفس الوقت هو يربط الخليج العربي بالبحر العربي.
وأوضحت “فايننشال تايمز” أن قرابة ربع الإمدادات النفطية العالمية وثلث صادرات الغاز الطبيعي المسال يمرون عبر المضيق، مؤكدة أن هذا المضيق يعد بمثابة شريان حيوي لسفن الحاويات المتجهة من وإليى منطقة جبل علي الذي يقع في دبي.
تردد عام
من جانبه أوضح “لارس بارستاد” رئيس شركة “فرونتلاين” أن عدد قليل جدا من مالكي السفن يقبلون عقود نقل بالرحلات المستأجرة لدخول المنطقة، قائلا: “لم نعد نتعاقد على دخول الخليج هذا لا يحدث الآن”.
وأقرّ عدد من خبراء أمن النقل البحري بأن مالكي ناقلات النفط باتوا مترددين في استخدام هذا الممر المائي المعرض للخطر.
وتابع بارستاد بالقول: “لدينا عدد من الناقلات الموجودة حالياً داخل الخليج، وستبحر عبر مضيق هرمز في ظل تدابير أمنية مشددة، ضمن قوافل بحرية محمية من قبل قوات دولية”.
اضطرابات حركة السفن
من ناحية أخرى، ترى الصحيفة البريطانية أنه من المتوقع أن تتسبب إيران في حدوث اضطراب كبير في حركة الشحن عبر مضيق هرمز، منوهة أنه من المتوقع أيضا أن تدفع بجماعة الحوثيين لتصعيد هجماتها على الملاحة الدولية في منطقة البحر الأحمر.
جدير بالذكر أنه وخلال شهر إبريل 2024 أعترضت قوات الحرس الثوري الإيراني سفينة الحاويات المعروفة بإسم “MSC Aries”، والمملوكة لعائلة عوفر الإسرائيلية، وكان ذلك قرب مضيق هرمز، وأجبرت طاقمها على الإبحار نحو المياه الإقليمية الإيرانية.
سفن الحاويات
وفي نفس السياق أكد بيتر ساند كبير المحللين في شركة “زينيتا” لمعلومات سلاسل الإمداد، أن تصاعد الصراع بين إيران وإسرائيل يقلّص من احتمالات عودة سفن الحاويات إلى مساراتها الطبيعية عبر البحر الأحمر، موضحا أن شركات الشحن التي تنقل معظم السلع المصنعة باتت أكثر ترددا في الإبحار عن طريق البحر الأحمر على الخصوص.
اقرأ أيضا: وزير الخارجية يجري اتصالات مع نظيريه قطر وإيران لبحث التصعيد الإسرائيلي
وأضاف ساند في تصريحات صحيفة ” إن اضطرابا حتميا واكتظاظا في الموانئ قد يحدث إذا ما قررت خطوط الشحن التوقف عن استخدام ميناء جبل علي، واللجوء إلى موانئ أخرى أقل تجهيزاً خارج الخليج”.
إغلاق الممرات المائية
على صعيد أخر، أكد رئيس شركة “فرونتلاين” أكبر مجموعة عالمية لناقلات النفط أن إيران من الصعب عليها أن تحاول فرض إغلاق كامل على الممرات المائية، وذلك بسبب إعتمادها الكبير على إيرادات صادرات النفط الخام، مؤكدا أن إيران لن تحاول القدوم على مثل هذا التصرف حتى لا تعطل مصالحها المالية.
ورجّح أن تواجه إيران صعوبات في الحفاظ على مستويات إنتاجها المعتادة بعد الهجوم، ما قد يدفع مستوردي نفطها، مثل الصين، إلى البحث عن بدائل أخرى، وهو ما قد يصبّ في مصلحة الشركات الكبرى المشغّلة لناقلات النفط، مثل شركة “فرونتلاين”.