في تطور لافت في علم الفلك والفيزياء الكونية، توصل فريق من العلماء إلى أدلة تشير إلى وجود منشأ جديدًا للذهب في الكون، وهو ما وصفه الباحثون بالاكتشاف المفاجئ.
منشأ جديدًا للذهب
فبعد سنوات من ترسيخ فكرة أن الذهب يتكوّن فقط نتيجة اصطدامات النجوم النيوترونية، كشفت الدراسة الأخيرة عن احتمال وجود دور حاسم لنوع مختلف من النجوم، تُعرف باسم “النجوم المغناطيسية”.
ما بعد الانفجار العظيم
منذ الانفجار العظيم الذي وقع قبل نحو 13.8 مليار سنة، بدأ الكون بتكوين العناصر الأساسية كالهيدروجين والهيليوم. إلا أن العناصر الأثقل، وعلى رأسها الذهب، بقيت لغزًا.
حتى وقت قريب، اعتقد العلماء أن هذه العناصر تنشأ فقط في بيئات شديدة التطرف، مثل لحظة اصطدام نجمين نيوترونيين، كما تم رصده عام 2017.
لكن الاكتشاف الجديد يعيد خلط الأوراق، حيث تشير الأدلة إلى أن “النجوم المغناطيسية” قد تلعب دورًا محوريًا في تكوين الذهب.
ججهذه النجوم، التي تتميز بمجالات مغناطيسية فائقة القوة وكثافة عالية، بدأت في التشكل بعد نحو 200 مليون سنة من ولادة الكون، وتُصدر انفجارات إشعاعية شديدة تُعرف باسم “الانفجارات المغناطارية”.
كيف توصل العلماء إلى هذا؟
حلل الفريق البحثي بيانات أرشيفية من تلسكوبات تابعة لوكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية، إلى جانب موجات أشعة غاما من انفجار حدث في ديسمبر 2004.
وتبين أن خصائص هذه الانفجارات تتطابق مع النماذج النظرية الخاصة بإنتاج عناصر ثقيلة من النجوم المغناطيسية.
ولكن.. هل هذا مؤكد؟
رغم هذا الحماس، نبّهت عالمة الفيزياء الفلكية إلينورا ترويا من جامعة روما إلى ضرورة الحذر إذ رأت أن هذه النجوم “كيانات فوضوية”، وقد تنتج عناصر أخف مثل الألمنيوم وليس الذهب فقط، معتبرة أن الأدلة الحالية لا ترقى بعد إلى مستوى ما رُصد في حادثة عام 2017.
في جميع الأحوال، يُعد هذا الاكتشاف خطوة متقدمة نحو فهم أعمق لكيفية تكوّن العناصر الثقيلة في الفضاء، ويفتح الباب أمام دراسات مستقبلية قد تكشف المزيد من أسرار الكون الغامض.
أقرأ أيضا: البنك الأوروبي: نسعى لزيادة استثماراتنا في السوق المصري