تشتعل الأجواء بين إيران وإسرائيل كل يوم أكثر من ذي قبل، مما يطرح العديد من التساؤلات عن التداعيات المرتقبة بسبب هذه الحرب، خاصة التداعيات على المستوى الاقتصادي والسياسي.
ويستعرض “كابيتال نيوز” أخر وأهم المستجدات عن مختلف القطاعات والقضايا في مصر..
ولعل من أكثر الأمور التي يدور حولها العديد من علامات الاستفهام الآن، هي إتفاقية الكويز، خاصة إنها ليست مرتبطة فقط بإسرائيل وإنما بالولايات المتحدة الأمريكية التي باتت شريك أساسي في هذه الحرب بعد أن قصفت المنئأت النووية الإيرانية.
اقرأ أيضا: صادرات مصر تخطت الـ “2 مليار دولار”.. بيان رسمي
صناعة الملابس
أكد العديد من مصنعو الملابس المصريين أن صادراتهم التي تأتي ضمن اتفاقية المناطق الصناعية المؤهلة المعروفة اختصارا بـ”كويز -QIZ” مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل لن تتأثر بأي شكل من الأشكال بسبب الاضطرابات الجيوسياسية الجارية حاليا بين إيران وإسرائيل، وتحديدا فيما يخص المكون الإسرائيلي.
وأشار العضو المنتدب لمؤسسة البشارة للأزياء، والرئيس السابق للمجلس التصديري للملابس الجاهزة، ماري لويس، إلى أنه لم يتم رصد أي تأثر في الخامات المستوردة القادمة من إسرائيل التي تأتي ضمن اتفاقية الكويز بسبب الهجمات العسكرية بين طهران وتل أبيب”.
ماهية الكويز
ومن المعروف أن “الكويز” هي عبارة عن إتفاقية تجارية تضم كلاً من مصر وإسرائيل وأمريكا، وهي تسمح للمنتجات المصرية بالدخول إلى الولايات المتحدة دون جمارك بشرط أن يدخل فيها مكون إسرائيلي بنسبة محددة، وقد تم الإعلان عن هذه الإتفاقية خلال نهاية عام 2004، لكنها دخلت حيز التنفيذ في شهر فبراير 2005، وكانت نسبة المكون الإسرائيلي عند بداية تفعيلها 11.7%، وانخفضت بعدها بعامين إلى 10.5%.

وبحسب لويس فإن الوقت لا يزال مبكرا لإصدار أحكام عن مدى تأثير الإضطرابات الجارية على حركة التصدير نفسها، خاصة وإنها بدأت قبل أيام، لكنه أكد أن الرؤية سوف تتضح أكثر مع نهاية شهر يوليو المقبل، تحديدا بعد ظهور النتائج الفعلية للتعاقدات الجديدة.
صادرات الملابس الجاهزة
وفيما يتعلق بصادرات مصر من الملابس الجاهزة، فقد سجلت 22% نمو على أساس سنوي خلال أول 4 شهور من العام الجاري 2025 إلى 1.028 مليار دولار، وذلك وفقا لما أكدته بيانات المجلس التصديري للملابس الجاهزة، أما الولايات المتحدة الأمريكية استحوذت وحدها على 37.3% بإجمالي عائدات بلغت 384 مليون دولار بنمو 11%.
وكشفت العضو المنتدب لمؤسسة البشارة للأزياء، والرئيس السابق للمجلس التصديري للملابس الجاهزة، ماري لويس أن واردات المكون الإسرائيلي تمر م خلال ميناء العوجة في أوقاتها الطبيعية، منوها أنها لم تتأثر بعد، مؤكدا أن المصانع تعمل كما هي حتى الآن.
أضافت أن نسبة المكون الإسرائيلي الخاصة باتفاقية الكويز كما هي عند 10.5% ولم تنخفض بعد، مستبعدة أي حركة في هذا الإطار قريبا خاصة في ظل الاضطرابات الجارية.
بنود الإتفاقية
من ناحية أخرى، أتم أطراف الإتفاقية سلسلة مفاوضات لتخفيض مساهمة المكون الإسرائيلي في صادرات الملابس المصرية إلى أمريكا من 10.5 إلى 8.5%، وذلك بعد توافق الدول الثلاث على النسبة الجديدة في نهاية 2023.
اقرأ أيضا: فيتش للتصنيف الائتماني: الكويت تستعد لتحويل ودائعها لإستثمارات في مصر
من جانبه أفاد مدير التسويق بشركة ترانس وورلد للملابس الجاهزة وهو عضو في اتفاقية الكويز عماد موسى، إن الشركة تعمل في الوقت الراهن على تنفيذ سلسلة تعاقدات بدأت قبل نحو سبعة أشهر للموسم الجديد، لكن أوضح أن الصادرات إلى الولايات المتحدة، تعد أقل نسبيا خلال الفترة الأخيرة وذلك بسبب اضطرابات الشحن فقط وليس الاضطرابات الجيوسياسية، ما يحول وجهتنا إلى أوروبا أكثر.

ورهن موسى، تأثر واردات المكون الإسرائيلي باستمرار الاضطرابات مع إيران والمنطقة المحيطة، لكن ذلك سيتضح مع التعاقدات الجديدة على الخامات للموسم المقبل، لكن بالنسبة للموسم الجاري فالشركات استوردت احتياجاتها بالفعل في وقت سابق.
توقعات مقبلة
يشار إلى أنه من المتوقع أن ينطلق ما يعرف بـ “موسم الإنتاج الجديد” خلال فصل الشتاء المقبل تحديدا بعد قرابة أربعة أسابيع، إذ تعكف الشركة حاليا على إجراء اتفاقيات وتعاقدات تصدير جديدة، وسيظهر لاحقا موقف استيراد المكون الإسرائيلي أثناء المفاوضات الجديدة مع المصانع في إسرائيل، وفق موسى.
