الإيقاع بـ “ابنة مبارك المزعومة”.. في ضربة جديدة للأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية ضد مروجي الشائعات والمحتوى المضلل على منصات التواصل الاجتماعي، ألقت الجهات الأمنية القبض على سيدة أثارت جدلاً واسعًا بادعائها أنها “ابنة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك”.
اقرأ أيضا: وزارة الداخلية تعلن حركة تنقلات الشرطة لعام 2025
الإيقاع بـ “ابنة مبارك المزعومة”

ويستعرض “كابيتال نيوز” في السطور التالية التفاصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيل..
وكشفت التحقيقات تورطها في إنشاء حسابات إلكترونية مزيفة بهدف جمع التبرعات وتحقيق أرباح ضخمة من الإعلانات والمشاهدات عبر تطبيق تيك توك ومنصة فيسبوك.
رحلة “أ.ن” المزعومة.. من ادعاء النسب إلى جمع الملايين

بدأت القصة حين ظهرت سيدة خمسينية تُدعى “أ.ن” في بث مباشر على تيك توك، متأنقة وواضعة صورًا قديمة للرئيس مبارك في خلفية المشهد.
ادعت السيدة أنها الابنة “السرية” لمبارك، وأنها ظلت بعيدة عن الأضواء لأسباب أمنية، لتكتمل حبكة القصة، روجت “أ.ن” لقصص خيالية عن نشأتها داخل القصر الجمهوري وتفاصيل شخصية تخص عائلة مبارك، محاولة إضفاء المصداقية على روايتها المثيرة.
لم يمر وقت طويل حتى اجتذبت مقاطعها ملايين المشاهدات في أيام قليلة، ما دفع رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى تداول الفيديوهات على نطاق واسع. انقسم الجمهور بين مصدق لادعاءاتها الغريبة ومشكك في صحتها، لتتحول السيدة إلى “تريند” يجذب الانتباه والفضول.
بلاغات النصب والتحقيقات الأمنية تكشف الحقيقة
مع تصاعد شهرتها المريبة، بدأت البلاغات تتوافد إلى الأجهزة المختصة من عدد من المواطنين، يتهمون فيها السيدة بالنصب واستغلال اسم الرئيس الراحل مبارك في جمع الأموال.
ووفقًا لمصادر أمنية، تلقت النيابة بلاغًا رسميًا من أحد المحامين، يتهم فيه “أ.ن” بـخداع الرأي العام وترويج أخبار كاذبة، فضلًا عن تلقي تحويلات مالية من الخارج دون سند قانوني.
كشفت التحريات الأولية التي أجرتها مباحث الإنترنت أن المتهمة ليست لها أي صلة بعائلة مبارك، وأنها سبق وواجهت اتهامات في قضايا نصب واحتيال مماثلة قبل أعوام، لكنها كانت تفرج عنها لعدم كفاية الأدلة. و
أوضحت المصادر أن الحسابات التابعة لها كانت تتلقى تحويلات مالية عبر وسائل دفع إلكتروني مختلفة، بما في ذلك تطبيقات دولية ومحافظ رقمية، مستغلة بذلك تعاطف المتابعين وتصديق البعض لقصتها الكاذبة.
كما ثبت أن المتهمة تعمدت الظهور بأسلوب تمثيلي مؤثر، مستخدمة عبارات عاطفية مثل: “أنا اتخذت عهد على نفسي ما أتكلمش” و”أنا بنت الريس بس ماقدرتش أقول”، بهدف إثارة العواطف وجذب التفاعل الأكبر.
أرباح بالملايين ومواجهة قضائية

قدرت الجهات المختصة الأرباح التي حصلت عليها السيدة من نشاطها الإلكتروني خلال الأشهر الماضية بما يزيد عن 3 ملايين جنيه مصري.
هذه الأرباح جاءت نتيجة للمشاهدات والإعلانات التي تعرض على فيديوهاتها، بالإضافة إلى تبرعات مباشرة من أشخاص داخل وخارج مصر.
بناءً على هذه المعطيات، قررت النيابة العامة حبس المتهمة 4 أيام على ذمة التحقيقات، مع استمرار التحريات حول مصدر الأموال المحولة إليها والتحقق من قائمة المرسلين والداعمين الماليين، كما كلفت وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية بحصر الحسابات والصفحات التابعة لها أو التي أعادت نشر محتواها.
بلاغ وفاء عامر يكشف زيف “بنت الرئيس”

في سياق متصل، تبين أن أحد أبرز البلاغات ضد المتهمة جاء من الفنانة وفاء عامر حيث تقدمت عامر بـ 4 بلاغات إلى جهات التحقيق، تتهم فيها “أ.ن” بالتشهير وادعاءات خطيرة تتعلق بالإتجار في الأعضاء البشرية، وبيع أعضاء لاعب نادي الزمالك الراحل إبراهيم شيكا.
اعترفت المتهمة في التحقيقات بأن كل ما نشرته كان مزيفًا ويهدف لـ”الترند والمكسب”، قائلة: “أنا مش بنت مبارك، وكل اللي قلته كذب عشان الترند والمكسب.. كنت عايزة أزود التفاعل وأكسب فلوس من السوشيال ميديا”.
بعد تلقي الداخلية عدة بلاغات، تمكنت من ضبط “بنت الرئيس” في محافظة الإسكندرية، وعُثر بحوزتها على هاتفين محمولين، أحدهما يحتوي على محفظة مالية إلكترونية بها تحويلات مالية من الخارج.
تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وما زالت التحقيقات مستمرة لكشف ملابسات الواقعة وتحديد حجم المتابعات والأرباح التي حققتها من وراء تلك الادعاءات الكاذبة.
تحذير رسمي
في بيان مقتضب، حذّرت وزارة الداخلية من الانسياق وراء الشائعات الإلكترونية، ودعت المواطنين إلى توخي الحذر وعدم التفاعل مع الحسابات غير الرسمية أو إرسال أموال دون تحقق.
وأكدت الوزارة أنها ستواصل ملاحقة من يستغلون وسائل التواصل الاجتماعي في أنشطة احتيالية أو يحاولون تضليل الرأي العام.
اقرأ أيضا: الداخلية ترد على أكاذيب “الإخوان الإرهابية” بعد نشر فيديوهات مفبركة


