لا تزال قناة السويس محض أنظار العالم أجمع، ومختلف الدول تسعى لتعزيز مشاريعها بالمنطقة الصناعية لقناة السويس، كمحاولة لتحسين أوضاع بلادهم الاقتصادية، وها هي الهند ومن خلال قناة السويس تبدأ تعاون جديد مع مصر.
ويستعرض “كابيتال نيوز” أخر وأهم المستجدات عن قناة السويس.
هدف هندي
أكدت القائم بأعمال السفير الهندي في القاهرة سي سوشما أن بلادها الهند تسعى لمضاعفة حجم استثماراتها في مصر، لأكثر من 3 مرات، وذلك خلال السنوات المقبلة.
وأشار إلى أن الخطط الهندية مدفوعة بالأساس من شركات في القطاع الخاص، علاوة على شركات حكومية تعمل على الاستفادة من الإماكانات التي تساعد على تحقيق النمو في مصر.
حجم التبادل التجاري المنتظر
ووفقا لـ “سوشما” فإن حجم التبادل التجاري بين مصر والهند سوف يصل مع نهاية 2025 إلى 5 مليار دولار، مقارنة بقرابة الـ 4.2 مليار دولار خلال العام الماضي 2025، منوهة أن حاليا يجري العمل على رفعه إلى 12 مليار دولار خلال السنوات القليلة المقبلة.
استثمارات ضخمة في الأسمدة
وأوضحت سوشما أن هناك مباحثات تجرى حاليا بين مصر والهند، والهدف هو إنشاء مصنع جديد لمعالجة الفوسفات في منطقة رأس غارب بمحافظة البحر الأحمر، موضحة أن هذه الخطوة سوف تساعد على تلبية احتياجات السوق الهندي من الفوسفات المصنع محليا في مصر، وهذه الخطوة تأتي في إطار التعاون الثنائي لتعزيز الشراكة في قطاعي التعدين والأسمدة.
وأشارت سوشما إلى أن تحالفاً يضم 3 شركات حكومية هندية وشركة خاصة كبرى عاملة في مجال الأسمدة والتعدين يدرس تنفيذ مشروع استثماري ضخم في مصر بقيمة تصل إلى 500 مليون دولار، يركز على إنتاج الفوسفات وتحسين جودته، بالإضافة إلى إمكانية إنشاء مصنع لإنتاج حمض الفوسفوريك أو فوسفات ثنائي الأمونيوم .
استثمارات هندية بالعين السخنة
ووفقا للقائم بأعمال السفير الهندي في القاهرة سي سوشما فإن شركة “إندوراما” الهندية تستثمر حالياً قرابة الـ 600 مليون دولار في مشروع لإنتاج الأسمدة الفوسفاتية بالعين السخنة، منوهة أن هذا المشروع يأتي بالتعاون مع شركة فوسفات مصر، وتقرر أن يبدأ تشغيل المصنع خلال عامين بإنتاج سنوي يصل إلى 600 ألف طن من أحادي وثنائي أمونيوم الفوسفات.
كما أنها كشفت عن قرب الإعلان عن مشروع جديد في المجال المعروف بـ”المركبات الذكية”، إلى جانب دراسة فرص تعاون جديدة في مجالات تكنولوجيا الجيل الخامس وشبكات الألياف الضوئية.
قطاع الطاقة المتجددة
أما في قطاع الطاقة المتجددة، صرحت سوشما أن شركتين هنديتين، هما “Renew Power” و”OCIOR Energy”، تخططان لضخ استثمارات تصل إلى نحو 12 مليار دولار في مصر، لإنشاء محطات لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، على أن تُستخدم هذه الطاقة في تشغيل مصانع الهيدروجين الأخضر، سواء لتلبية الطلب المحلي أو بغرض التصدير إلى أوروبا.
ومن المقرر أن يقوم وفد هندي يضم قراب الـ 50 شركة، هذا الوفد سوف يقوم بزيارة لمصر خلال شهر يونيو المقبل، وسيقوموا بإجراء سلسلة مباحثات حول إمكانية إنشاء منطقة اقتصادية هندية داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مع مناقشة سبل التوصل لاتفاقيات من شأنها تسهيل مناخ الاستثمار بين البلدين، بما يعزز التعاون بين الشركات الناشئة في الجانبين لبدء أنشطة الأعمال في كل من مصر والهند.
مباحثات لزيادة خطوط الطيران
جدير بالذكر أن حاليا يتم إجراء سلسلة مباحثات بين مصر والهند لزيادة عدد الرحلات الجوية بين البلدين، حيث يبلغ عدد الرحلات الحالية حوالي 8 رحلات أسبوعي، تلك الرحلات التي تتوزع بين 4 رحلات من القاهرة إلى نيودلهي و4 أخرى من القاهرة إلى مومباي، وفقاً للقائم بأعمال السفير الهندي بالقاهرة.
وترى سوشما أن هذا العدد لا يتلائم مع حجم السوق، خاصة وأن الهند تضم أكثر من 100 مطار، كما أن هناك اهتمام كبير من الجانب الهندي بزيادة الرحلات المباشرة من مدن هندية متعددة إلى مصر، تلك الخطوات التي ستساعد على تعزيز حركة السياحة بين البلدين.
يشار إلى أن هناك حوالي ما بين 120 إلى 130 ألف سائح هندي يزور مصر سنويا، بينما يزور الهند نحو 80 ألف مصري سنويا، وهو رقم لا يعكس تماماً حركة السياحة بين البلدين مقارنة بالعدد الكبير من الهنود الذين يزورون دولاً أخرى والمصريين الذين يسافرون إلى وجهات عالمية.