تواجه الأرض تحديًا غير مسبوق على صعيد التنوع البيولوجي، حيث كشفت دراسة حديثة عن تهديد شديد يطال ثلث أنواع الكائنات الحية، بما في ذلك الحيوانات والنباتات، مما يجعل بقائها معلقًا بحلول نهاية القرن الحالي.
وإذا لم تتخذ إجراءات عاجلة لتقليل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، قد نفقد جزءًا كبيرًا من التنوع البيولوجي الثمين هذا.
مجلة “ساينس” نشرت دراسة مقلقة تفيد بأن استمرار درجات حرارة كوكب الأرض في الارتفاع قد يؤدي إلى تدهور التنوع البيولوجي بشكل غير قابل للإصلاح.
واستعرضت الدراسة التي أعدها عالم الأحياء مارك أوربان من جامعة كونيتيكت، تأثيرات سيناريوهات الاحتباس الحراري المختلفة على قدرة الأنواع على البقاء.
وتشير النتائج إلى أن ارتفاع درجة الحرارة العالمية بمقدار 1.5 درجة مئوية، كما هو موضح في اتفاقية باريس، قد يعرض ما يصل إلى 180 ألف نوع من كل 50 نوعًا حول العالم لخطر الانقراض.
أما إذا ارتفعت درجات الحرارة إلى 2.7 درجة مئوية، فإن ذلك سيضاعف من المخاطر لتصل إلى واحد من كل 20 نوعًا، ما يعني تهديدًا كبيرًا لأنواع عديدة.
النظم البيئية الأكثر عرضة: البرمائيات والجزر والمناطق الجبلية
تبرز الدراسة البرمائيات، مثل الضفادع والسلحفاة المائية، باعتبارها الأكثر عرضة للخطر. تعتمد هذه الأنواع على استقرار أنماط الطقس وموارد المياه، مما يجعلها حساسة للغاية لتقلبات المناخ.
إضافة إلى ذلك، فإن الأنظمة البيئية المتميزة مثل الغابات الاستوائية المطيرة في أمريكا الجنوبية، والجزر المنعزلة مثل نيوزيلندا، والنظم البيئية الجبلية، كلها تُعتبر نقاط ساخنة للمخاطر بسبب عزلتها وضعف قدرة الأنواع على الهجرة والتكيف مع الظروف الجديدة.
ضرورة التدخل البشري: الحفاظ على التنوع البيولوجي تحذر
الدراسة من أن السيناريوهات المستقبلية الأكثر تطرفًا، مثل ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 4.3 أو 5.4 درجة مئوية، ستؤدي إلى معدلات انقراض تصل إلى 15% و30% على التوالي.
وهذه الأرقام تؤكد الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات حاسمة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، وحماية النظم البيئية التي تعاني بشدة.
ومن الضروري تعزيز الجهود السياسية للحفاظ على التنوع البيولوجي، واتخاذ إجراءات قوية للحد من التلوث البيئي.
وتؤكد التحذيرات والإجراءات العاجلة الدراسة على الدور الحاسم للسياسات الدولية في مكافحة تغير المناخ، وحماية الأنظمة البيئية الضعيفة.
ويدعو مارك أوربان صناع القرار إلى التحرك بشكل عاجل لتقليل الانبعاثات وتعزيز جهود الحفاظ على الأنواع المهددة.
وبدون اتخاذ تدابير حاسمة الآن، فإننا نواجه خطرًا حقيقيًا بفقدان ثلث الأنواع الحية على كوكبنا بحلول عام 2100، مما يهدد استدامة كوكب الأرض ومستقبل الأجيال القادمة.