تداولت بعض الأنباء خلال الأيام الماضية تفاصيل مأساوية عن وفاة أربعة أشقاء صغار في مركز ديرمواس بمحافظة المنيا، ما أثار موجة من الحزن والقلق بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
اقرأ أيضا: وزير الصحة يؤكد أهمية وضع ضوابط لتنظيم السياحة العلاجية ورفع كفاءتها

ويستعرض “كابيتال نيوز” في السطور التالية تفاصيل..
بدأت مأساة عائلة “ناصر” في ديرمواس بتلقي الأجهزة الأمنية بلاغًا يفيد بوصول 4 أطفال من أسرة واحدة إلى المستشفى في حالة صحية حرجة.
ثلاثة منهم وهم:
- ريم (11 عامًا)
- ومحمد (9 سنوات)
- وعمر (7 سنوات)
توفوا فور وصولهم، بينما تم نقل شقيقهم الرابع أحمد (5 سنوات) إلى العناية المركزة بمستشفى ديرمواس التخصصي.
وعلى الرغم من الجهود الحثيثة التي بذلها الطاقم الطبي لإنقاذه، إلا أن أحمد فارق الحياة مساء الجمعة الماضية بعد تدهور حالته الصحية، ليكمل بذلك الفاجعة الأليمة للعائلة.
وفقًا لإفادات أحد أهالي القرية، كان محمد ناصر هو أول من توفي، وشيع جثمانه يوم الجمعة ثم لحقت به شقيقتاه ريم وعمر صباح السبت، ودُفنا في مقابر العائلة.
أما أحمد، فقد ظل يقاوم المرض حتى يوم الأحد، ليلحق بأشقائه في نهاية المطاف، و تشير المعلومات الأولية إلى أن الأشقاء عانوا من أعراض حادة ومتسارعة شملت سخونة شديدة، غثيان، توهان وذهول، ثم غيبوبة كاملة، ولم تمر ساعات حتى فارقوا الحياة تباعًا.
تتواصل النيابة العامة تحقيقاتها المكثفة، بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والصحية، للوقوف على أبعاد هذه المأساة وتحديد ما إذا كانت هناك عوامل أخرى ساهمت في وفاة الأشقاء وإصابة آخرين.
وقد تم تحويل شقيقين آخرين من نفس العائلة، من بينهم فرحة ناصر (14 عامًا)، إلى قسم السموم بمستشفى المنيا العام، في محاولة لتحديد السبب الدقيق وراء هذه الوفيات والإصابات الغامضة بناءً على تعليمات النيابة، تم نقل الجثامين إلى ثلاجة حفظ الموتى لاستكمال الإجراءات اللازمة.
ما هو مرض الالتهاب السحائي

يعرف مرض الالتهاب السحائي بأنه عدوى تصيب الأغشية الواقية التي تحيط بالمخ والحبل الشوكي، يعد هذا المرض من الحالات الخطيرة التي قد تؤدي إلى مضاعفات وخيمة مثل تعفن الدماغ أو الدم أو الأعصاب إذا لم يتم علاجه بسرعة وفعالية.
تتضمن أعراض الإصابة بالالتهاب السحائي: ارتفاع في درجة الحرارة، تيبس الرقبة، الغثيان، صداع شديد، نوبات تشنجية، كره الضوء الساطع، نعاس أو فقدان للوعي، بالإضافة إلى طفح جلدي لا يختفي عند الضغط عليه.

بيان وزارة الصحة والسكان
حرصًا منها على تعزيز الشفافية وتقديم المعلومات الدقيقة والموثقة علميًا للمواطنين، أصدرت وزارة الصحة والسكان بيانًا رسميًا بشأن الالتهاب السحائي، في محاولة لتجنب تداول أي معلومات غير صحيحة أو مضللة.
أوضحت الوزارة في بيانها أن الالتهاب السحائي هو التهاب يصيب الأغشية المحيطة بالمخ والحبل الشوكي (السحايا)، وقد يكون ناتجًا عن ميكروبات مثل البكتيريا، الفيروسات، الفطريات، أو الطفيليات. كما يمكن أن يحدث لأسباب غير ميكروبية كالأورام، والأدوية، والعمليات الجراحية، أو الحوادث.
وأشارت الوزارة إلى النجاح الكبير الذي حققته مصر في السيطرة على النوع البكتيري المعدي من الالتهاب السحائي منذ عام 1989، حيث انخفض معدل الإصابة إلى 0.02 حالة لكل 100,000 نسمة، بفضل جهود الترصد والتطعيمات الوقائية.
وأكدت الوزارة عدم رصد أي حالات وبائية من النمطين البكتيريين (A&C) بين طلاب المدارس منذ عام 2016، ما يؤكد فعالية استراتيجية التطعيمات.
كشفت الوزارة عن نظام الترصد الصحي المتكامل الذي تعتمده، والذي يتكون من شقين: الترصد الروتيني لمتابعة البلاغات اليومية وتقديم الرعاية الفورية والوقاية الكيميائية للمخالطين، والترصد في المواقع المختارة من خلال فحص عينات السائل النخاعي في 12 مستشفى حميات باستخدام تقنية PCR المعتمدة من منظمة الصحة العالمية.
وشددت الوزارة على التزامها بتوفير التطعيمات، حيث توفر 6.5 مليون جرعة سنويًا من التطعيم الثنائي (A&C) لتلاميذ الصف الأول، و600,000 جرعة سنويًا من التطعيم الرباعي للمسافرين.
كما أكدت إدراج تطعيم الهيموفيلس إنفلونزا ضمن جدول التطعيمات الإجباري منذ فبراير 2014، بالإضافة إلى توفير تطعيم BCG للوقاية من الالتهاب السحائي الدرني.
حقيقة وفاة الأشقاء الأربعة
في رد حاسم على الشائعات المتداولة حول وفاة الأشقاء الأربعة في توقيت واحد بسبب الالتهاب السحائي، أكدت الوزارة أن هذه المزاعم عارية عن الصحة وغير موثقة علميًا.
وأوضحت أن الأسباب التي تدحض ذلك تشمل:
- عدم وجود دليل طبي يدعم حدوث وفيات في توقيت واحد في الأمراض المعدية.
- ضرورة استبعاد الأسباب غير المعدية (مثل التسمم الغذائي أو الكيميائي) قبل تأكيد السبب.
- في حالات التفشي الأسري، تكون الوفيات متقاربة زمنيًا (ضمن أيام)، وليست متطابقة.
- تختلف استجابة الأجسام للعدوى حسب العمر، المناعة، والعبء الفيروسي، مما يجعل الوفاة في توقيت واحد لأربعة أشقاء غير منطقية طبيًا.
وفي ختام بيانها، أوصت الوزارة بضرورة الاعتماد على المصادر الرسمية للمعلومات وتجنب تداول الشائعات أو الأخبار الطبية غير الموثقة، حفاظًا على صحة وسلامة المواطنين. تبقى التحقيقات الجارية هي الفيصل في كشف ملابسات هذه المأساة المروعة.
اقرأ أيضا: وزير الصحة يستجيب لاستغاثة أب يعانى طفله من عيوب خلقية فى القلب
