لا تزال الدول على مستوى العالم تفكر في طريقة لمواجهة الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عليها، تلك الرسوم التي تسببت في تبعات اقتصادية سلبية عليهم، ولعل أكثر الدول التي تضررت هي الصين، خاصة وأن العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين متأزمة على المستويين الاقتصادي والسياسي، وواشنطن تريد اصطياد أي فرصة للأيقاع ببكين.
وفي ظل محاولات الدول على مستوى العالم في البحث عن طريقة لمواجهة تبعات رسوم دونالد ترامب الجمركية، ماذا لو أصبحت مصر إحدى الطرق التي يتم الإعتماد عليها لمواجهة الأزمة؟
ويستعرض “كابيتال نيوز” أخر المستجدات عن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب.
أقرأ أيضا: “واشنطن تفرض رسوم جمركية على مصر”.. هل بدأت حرب نفسية للقضاء على القضية الفلسطينية؟
حلول بديلة
كشفت صحيفة “scmp” الصينية المستقلة أن المصدرون الصينيون يبحثون عن طرق وحلول بديلة لمواجهة وتجنب التبعات السلبية التي تركتها الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأشارت الصحيفة إلى أن إحدى أكبر شركات تصنيع الأقلام والقرطاسية في الصين والتي تحصل على 40% من مبيعاتها من الولايات المتحدة وحدها اضطرت أن تلغي صفقات مهمة خلال شهر إبريل الماضي، تحديدا عندما رفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب معدلات الرسوم الجمركية.
وبحسب ما ورد في الصحيفة الصينية فإنه ومع إنهيار الشحنات إلى واشنطن، تبذل مجموعة “بيفا” الاقتصادية الصينية جهود في البحث عن أسواق بديلة، إلا أن مؤسسها يدرك تماما إنه لا يستطيع إيجاد أعمال جديدة بشكل سهل.
السفر ألى مصر
وكشفت الصحيفة الصينية المستقلة في تقريرها أن مؤسس مجموعة “بيفا” الاقتصادية الصينية والذي يبلغ من العمر 60 عاما، قرر اللجوء إلى دول بعيدة عن الصين منذ أن بدأت حملة ترامب الجمركية، وكانت وجهته هي مصر، منوهة أن شركة تصنيع الأقلام الصينية تصر على مواصلة التصدير إلى الولايات المتحدة الأمريكية حتى وإن كان ذلك سيكون من خلال دول ثالثة كحل بديل.
وأكدت الصحيفة أن مبيعات مجموعة وشركات “بيفا” في الولايات المتحدة الأمريكية تقدر بـ 60 مليون دولار أمريكي، علاوة على العديد من الوظائف، وكل ذلك حرفيا معرض للخطر.
تقلبات صادرات الصين إلى أمريكا
ومن جانبه كشف نجل مؤسس مجموعة “بيفا” الأقتصادية والذي يتولى منصب نائب رئيس الشركة وهو، تشيو بو جينج، في تصريحات لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن الصادرات إلى الولايات المتحدة شهدت تقلبات مؤخراً، قائلا “نحن وشركاؤنا الأمريكيون نحجم عن زيادة الشحنات لعدم وجود وضوح كافٍ بشأن الرسوم الجمركية”.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أنه ولخفض العجز التجاري وتعزيز التصنيع المحلي، قرر الرئيس الأمريكي فرض رسوم جمركية بلغت 145% على الواردات الصينية حتى الآن خلال هذا العام، ليصل المعدل الفعلي إلى حوالي 156% بالإضافة إلى الرسوم السابقة.
وللرد على هذه الخطوة فرضت الصين رسوم جديدة تصل نسبتها إلى 125% على جميع السلع الأمريكية، علاوة على الرسوم الجمركية الحالية.
لماذا مصر؟
أوضحت صحيفة “scmp” الصينية المستقلة أنه وخلال الوقت الحالي، منح قرار ترامب بتعليق زيادات الرسوم الجمركية الأعلى لمدة 90 يوم على جميع شركاء أمريكا التجاريين باستثناء الصين شركة بيفا بعض الوقت وهو ما يمكنها الآن من شحن الطلبات مقدما من قواعدها في فيتنام، وهي الدولة التي مُنحت مهلة بعد أن فُرضت عليها رسوم جمركية بنسبة 46%.
ولكن لمواصلة البيع للولايات المتحدة على المدى الطويل، تُصر بيفا على النظر إلى ما وراء جنوب شرق آسيا واتخاذ طريق بديل أطول وأكثر تعقيداً عبر مصر.
وتسائلت الصحيفة عن سبب لجوء مجموعة “بيفا” الصينية الاقتصادية لمصر تحديدا لكي تتمكن من مواصلة عملها.
فأوضحت الصحيفة الصينية أن مصر تعاني من عجز تجاري مع واشنطن، فوصفتها بأنها “المأمن من إجراءات ترامب الإضافية”، منوهة أن مصر كانت من بين اقل الدول في معدلات التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب حيث بلغت 10% فقط.
مصر هي المستقبل الاقتصادي للصين
وأكد مسؤولي مجموعة “بيفا” الصينية أن مصر هي المستقبل الاقتصادي الإيجابي للصين، كما أنه ومن خلالها سيكون من الممكن تقديم خدمات اقتصادية موسعة لمختلف دول أوروبا، علاوة على إنها البوابة التي من خلالها سيكون من السهل استكشاف السوق الإفريقي.