كتبت-جهاد جميل
في وقت تتصاعد فيه التوترات السياسية والأمنية على مستوى المنطقة العربية، تستعد العاصمة العراقية بغداد لاحتضان القمة العربية الـ34، والمقرر انعقادها في الفترة من 12 إلى 17 مايو المقبل. الحدث يأتي في توقيت بالغ الحساسية، وسط اشتعال ملفات عدة تتطلب موقفًا عربيًا موحدًا، أو على الأقل تفاهمات تقلل من حدة الانقسام.
القمة العربية في بغداد
يُتوقع أن تركز أجندة القمة على أبرز الملفات الإقليمية، وعلى رأسها الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، والأزمة الإنسانية في قطاع غزة، فضلًا عن ملف عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، ومسألة إعادة الإعمار، وتعزيز التعاون الاقتصادي العربي من خلال إنشاء صناديق دعم مشترك.
يُعد انعقاد القمة في بغداد فرصة استراتيجية للعراق لإعادة تقديم نفسه كدولة مستقرة وقادرة على لعب دور الوسيط في النزاعات الإقليمية.
وتسعى بغداد من خلال هذه القمة إلى تعزيز علاقاتها مع القوى العربية الكبرى، كالسعودية ومصر، إلى جانب مواصلة الانفتاح على كل من إيران وتركيا وسوريا.
القمة تنعقد أيضًا في ظل تطورات إقليمية متسارعة، أبرزها تصاعد التوترات في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، بفعل هجمات الحوثيين، واستمرار الأزمة في السودان، والانقسام السياسي والأمني في ليبيا، بالإضافة إلى تداعيات الحرب الأوكرانية على سلاسل الإمداد في العالم العربي.
التحضيرات الأمنية والتنظيمية لـ القمة
وأكدت الحكومة العراقية، عبر مصادر دبلوماسية، جاهزيتها الكاملة لعقد القمة، موضحة أن التحضيرات الأمنية والتنظيمية واللوجستية قد اكتملت، دون أي تأجيل محتمل للموعد. كما زار وفد من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بغداد للاطلاع ميدانيًا على الترتيبات النهائية.
موعد انعقادها
ومن المقرر أن تبدأ الاجتماعات التمهيدية للقمة بمشاركة كبار المسؤولين، تليها لقاءات للمندوبين الدائمين، ثم وزراء التجارة، فوزراء الخارجية، وصولًا إلى القمة الرئيسية التي تجمع الزعماء في 17 مايو.
تتقاطع القمة مع زيارة مرتقبة للرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى ثلاث دول خليجية رئيسية (السعودية، قطر، الإمارات)، وهي زيارة من المتوقع أن تُلقي بظلالها على النقاشات السياسية، خاصة في ما يخص الملف الإيراني والعلاقة مع واشنطن.
وأكد وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، أن العراق يسعى من خلال القمة إلى تحقيق تنسيق عربي في الملفات الأمنية والاقتصادية، مشيرًا إلى خطط لإنشاء صناديق مالية لدعم الشعب الفلسطيني، والتأكيد على أولوية محاربة الإرهاب، خصوصًا في ظل بقاء خطر تنظيم داعش عبر الحدود العراقية السورية.
اقرأ المزيد: وصول أسرة طفل البحيرة لمحكمة الجنايات وسط إجراءات أمنية مشددة