مخططات جديدة تبدأ مصر في إتمامها خلال الفترة الراهنة، ولأنها باتت ذات مكانة هامة على مستوى المنطقة، تهتم بها مختلف المؤسسات الدولية لتكون الوجهة التي من خلالها تجرى أهم المباحثات والمناقشات الدولية.
ويستعرض “كابيتال نيوز” أخر المستجدات عن أوضاع الاقتصاد المصري.
أقرأ أيضا: مدبولي يتابع مع وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي عدداً من ملفات العمل
أكاديمية النمو
شهدت مصر انطلاق فعاليات ما يعرف بـ”أكاديمية النمو” لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تلك المبادرة التي أطلقتها مجموعة البنك الدولي وذلك بالتعاون مع جامعة شيكاغو ومنتدى البحوث الاقتصادي في مصر.
ومن المقرر أن تستمر هذه المبادرة على مدار أربعة أيام وذلك بمشاركة ممثلين عن العديد من الدول مثل “المغرب وإيران وتركيا وتونس والجزائر وجيبوتي ونيجريا”.
وهذه الخطوة تأتي ضمن برنامج التحول المنهجي للبتك الدولي، الذي يعمل على التحول لبنك للمعرفة هدفه الأساسي تعزيز تبادل الخبرات التنموية مع صياغة مختلف الحوارات العالمية، خاصة التي تتعلق بمختلف تحديات التنمية ودعم الدول النامية لمواصلة مسارها التنموي خاصة في ظل التحديات الاقتصادية العالمية المعقدة.
البرنامج الأساسي للورشة
ومن أهم النقاط التي تركز عليها ورشة “أكاديمية النمو” هي مناقشة تقرير البنك الدولي حول ما يعرف بـ”فخ الدخل المتوسط” والذي دوره الأساسي هو رصد أي عقبات تواجهها الدول متوسطة الدخل في الإنتقال إلى مصاف الدول مرتفعة الدخل، ويستوجب التذكير هنا أن 24 اقتصادا فقط هم الذين نجحوا في هذا الإنتقال وذلك خلال منتصف فترة التسعينات، لكن 108 دولة لا تزال عالقة في نفس التصنيف.
والورشة تهتم بتناول الاستراتيجيات الأساسية لتعزيز النمو الاقتصادي، وذلك لزيادة الإنتاج ومن أجل التغلب على أي تحديات مرتبطة ببفخ الدخل المتوسط، خاصة في ظل تفاقم الأزمات الاقتصادية مثل الديون وارتفاع تكلفقة التمويل في الأسواق العالمية.
أهمية أكاديمية النمو في مصر
من جانبها حرصت وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن تؤكد خلال الكلمة التي وجهتها على أهمية إطلاق ورشة “أكاديمية النمو” في مصر، منوهة أن هذه الخطوة تعد بمثابة منصة تجمع صناع السياسات ومراكز الفكر والبحث، من أجل التعرف على أي تحديات.
وبحسب وزير التخطيط، فإن هذه الخطوات تساعد على التعرف على التحديات المشتركة، وتبادل السياسات والخبرات وبناء نماذج نمو طويلة الأجل تدفع جهود التنمية.
أهمية تحول نهج البنك الدولي
وبحسب رانيا المشاط وزيرة التخطيط، فإن التحول في نهج وسياسة البنك الدولي نحو المعرفة، يعد نقلة نوعية خطيرة تتماشى مع التطورات التكنولوجية والرقمية، وهو ما يعزز من أهمية الإبتكار في مسيرة التنمية.
من جانبه، أوضح مدير عام مجموعة المؤشرات العالمية بالبنك الدولي، أن مصر تمتلك إمكانيات كبيرة تمكنها من تجاوز “فخ الدخل المتوسط”، من خلال تحقيق الاستقرار الاقتصادي، وتحفيز الاستثمار الخاص، وزيادة مشاركة المرأة في سوق العمل والمناصب القيادية، وتحسين بيئة الأعمال.
فرص التوظيف بين الجنسين
من ناحية أخرى أكدت كبير الاقتصاديين لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالبنك الدولي، أن تحقيق المساواة في فرص التوظيف بين الجنسين “الرجال والنساء” يساعد على رفع نصيب الفرد من الناتج المحلي بنسبة تصل إلى 50% على المدى الطويل، منوهة أن مصر تمتلك مزايا كبيرة أهمها الكثافة الشبابية والموقع الجغرافي، كما أن مصر ووفقا لرؤيتها تساعد على تعزيز دور القطاع الخاص وتحسين مناخ الاستثمار.
ميثاق المعرفة
من جانبه أوضح أستاذ الاقتصاد بجامعة شيكاغو أن البنك الدولي أطلق ما يعرف بـ”ميثاق المعرفة” الذي أوضح أن هدفه هو دمج وتصنيف البيانات من عدة مصادر على منصة واحدة، كما أن هدفه ووفقا لما كشفه أستاذ الاقتصاد بجامعة شيكاغو بناء شراكات وتحالفات استراتيجية قوية، ونقل المعرفة إلى الدول الشريكة وذلك من خلال مبادرات مثل “أكاديمية النمو”، لتطوير قدرات صانعي السياسات مما يساعدهم على تقديم حلول عملية لتقديم حلول لمختلف التحديات التي تمنع تحقيق التنمية.
مبادرة دولية مشتركة
يشار إلى أن “أكاديمية النمو”، هي عبارة عن مبادرة دولية مشتركة تمت بين البنك الدولي ومعهد بيكر فريدمان للاقتصاد بجامعة شيكاغو، والهدف هو دعم صناع السياسات والباحثين لكي يكونوا قادرين على مواجهة تحديات التنمية بالدول متوسطة الدخل، من خلال تعزيز تبادل المعرفة والسياسات المبتكرة.