دائما ما تعد الاكتشافات الأثرية واحدة من الأساسيات ذات فوائد لا حصر لها، فمن خلالها يكشف جزء هام من التاريخ، وهي إحدى السبل التي يعتمد عليها من أجل ترسيخ مكانة البلد، كما إنها وسيلة قوية لجذب أكبر عدد من السياح مما يساعد على إدخال عملة أجنبية، أي أن الاكتشافات الأثرية بالتأكيد تساعد على تحسين أوضاع الاقتصاد.
ويستعرض “كابيتال نيوز” أهم وأخر المستجدات عن أخر التطورات في مصر في مختلف المجالات.
مبنى من الطوب اللبن
تمكن مجموعة من علماء الأثار من العصور على مبنى تم إنشائه من الطوب اللبن، وتبين أن تاريخه يعود للفترة ما بين القرنين السادس والسابع الميلادي.
ووفقا لما أعلنت عنه وزارة السياحة والأثار، فإن هذا المبنى المكتشف طليت جدرانه بطبقة من الملاط الأبيض، مشيرة إلى أنه يتكون من مستويين، وعثر بداخلهما على عدد من الجداريات الفنية التي وصفتها وزارة السياحة بالمهمة.
منطقة بنقباد
وبحسب بيان رسمي صدر عن وزارة السياحة والأثار فإن هذا الاكتشاف الجديد جرى في منطقة “منقباد” التي تقع شمال مدينة أسيوط في صعيد مصر، موضحة أنه تم التوصل إليه من خلال عملية الحفائر التي تقوم بها بعثة من المجلس الأعلى للآثار المصرية.
وأشار الأمين العام للمجلس الأعلى للأثار الدكتور محمد إسماعيل خالد، فإن من بين الأعمال الفنية التي تم أكتشافها عبارة عن بقايا جدارية ذات رمزية هامة في الفن القبطي، علاوة على علامات فنية جدارية أخرى وجد عليها بقايا رسم لوجه رجل يحمل طفل صغير.
وترى وزارة الأثار أنه من المرجح أن يكون صاحب هذا الوجه هو يوسف النجار، والطفل الذي يحمله هو السيد المسيح، وعلى الجانبين يمينا ويسارا تلاميذ المسيح وبجوارهم كتابات قبطية.
مكونات المبنى
من جانبه أوضح رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار المصرية الدكتور جمال مصطفى إلى أن المستوى الأول من المبنى المكتشف هو عبارة عن ثلاث صالات متوازية يليها غرفتين، وبهما سلم هابط، هذا السلم الذي يؤدي إلى العديد من اللقى الأثرية المصنوعة من الفخار والأحجار، والتي من أبرزها شاهد قبر لأحد القديسين كتب عليه كتابات قبطية توضح اسم القديس وتاريخ وفاته.
اقرأ أيضا: يعود زمنه لأهم حقبة تاريخية فرعونية.. اكتشاف أثري مصري جديد
وبجانب هذه الاكتشافات تبين أن هناك العديد من الأنفورات المختلفة الأحجام مكتوب عليها بعض الحروف القبطية وإفريز حجري عليه زخرفة حيوانية تمثل بقايا غزال وأسد، وبعض الأواني الفخارية متعددة الاستخدامات.
عمليات حفر مستمرة
وأكد مدير عام منطقة آثار شرق أسيوط للآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، ألاثاري محمود محمد إن البعثة مستمرة في عمليات الحفر، وتقوم بإتمام دراسات شاملة للجداريات التي تم الكشف عنها، وذلك من أجل معرفة المزيد عن الأسرار التي تتعلق بهذا المبنى ومدى أهميته.
وأفاد محمود محمد أن منطقة أثار منقباد تقع بقرية منقباد التابعة لمركز ومحافظة أسيوط شمال غرب مدينة أسيوط، موضحا أن هذه المنطقة تبعد عنها بحوالي 12 كم، وهي تقع في الجنوب الغربي من الطريق السريع وتبعد عن مطار أسيوط الدولي بقرابة 22 كم.
لمحة بسيطة
جدير بالذكر أن منطقة منقباد تم الكشف عنها سنة 1965 وبدأ العمل الفعلي فيها عام 1976، وكان ذلك على فترات غير متصلة، فقد توالت مواسم الحفر فيها حتى عام 2010، حتى الوصول لحفائر مصرية خلال موسم 2024.