حينما قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يفرض الرسوم الجمركية أعلن وقتها أن هدفه هو تعزيز أقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية، لكن النتيجة القائمة الآن على أرض الواقع هو صراع سياسي كبير وأهم الدول التي في مواجهته الآن هي الصين، لكن ترى ما هي تبعات هذا الصراع على مختلف دول المنطقة وعلى مصر تحديدا.
ويستعرض “كابيتال نيوز” أخر المستجدات عن تداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية.
أقرأ أيضا: هل تراهن واشنطن.. إلغاء الرسوم الجمركية مقابل فتح السوق المصري أمام صادراتها؟
تحذير الحرب التجارية
وجه نائب رئيس لجنة التجارة في الجمعية المصرية لشباب الأعمال ورئيس مجلس إدارة شركة “أسيت” أحمد سمير من الحرب التجارية الجارية حاليا بين كلا من الولايات المتحدة الأمريكية والصين، منوها أن هذه الحرب من الممكن أن تتحول إلى صراع جيوسياسي كبير، يجبر أهم الدول على مستوى العالم مثل اليابان وكوريا الجنوبية على إتخاذ مواقف حاسمة من الممكن أن تضعها في مواجهة مباشرة أمام واشنطن أو بكين.
وبحسب أحمد سمير فإن الحرب الجارية بين الطرفين الأمريكي والصيني لا تتعلق بالعجز التجاري فحسب، فقد دخلت لما يعرف بـ”مرحلة تكوين تحالفات اقتصادية جديد”، التي تقام على أسس سياسية، منوها أن اليابان بالفعل بدأت مفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية بخصوص إتفاقيات تجارية ، تلك المفاوضات التي تتم بالتزامن مع تحذيرات الصين من أي ترتيبات من الممكن أن تمس بمصالحها.
موقف الصين
ومن جانبها سبق أن أكدت الصين أنها لا تمانع من العمل مع الولايات المتحدة الأمريكية إذا كانت لن تتضرر مصالحها، لكنها في نفس الوقت أشارت إلى أنها لن تقف مكتوفي الأيدي إذا وجدت نفسها مستهدفة وهو نفس الخطاب الذي تتبناه أميركا أيضا، مما جعل الأمر يتحول من حرب تجارية بين الطرفين إلى صراع جيوساسي.
إدارة ترامب تعادي الجميع
وبدأت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في معاداة جميع الدول المجاورة ربما حتى الأقرب إليها مثل “كندا والمكسيك”، وبدأ التوتر يزيد بسبب تصريحات ترامب حول إمكانية أن تصبح كندا الولاية الأمريكية رقم 51، وهو ما أدى إلى زيادة التوتر السياسي، خاصة مع اقتراب الانتخابات الكندية.
وهناك ترجيحات أن تأتي الاتفاقات التجارية مع كندا والمكسيك أولاً، ثم يتبعها الاتحاد الأوروبي، في حين تبقى الصين في ذيل القائمة نتيجة التوترات الحادة.
تبعات صراع واشنطن وبكين على مصر
ويرى نائب رئيس لجنة التجارة في الجمعية المصرية لشباب الأعمال ورئيس مجلس إدارة شركة “أسيت” أحمد سمير أن مصر من الممكن أن تستفيد بشكل كبير من الانقسام الاقتصادي العالمي الحالي خاصة في قطاع التصدير، كما أنه أوضح أن مصر من الممكن أن تستغل إتفاقيات التجارة الحرة مثل الكويز لتصدير منتجاتها لأمريكا بدون أي رسوم جمركية.
وأضاف سمير أن هناك العديد من المنتجات التي ليها فرصة تصديرية كبيرة مثل “الغزل والنسيج” تلك المنتجات التي من الممكن أن تجذب استثمارات أجنبية لإنشاء خطوط إنتاج تعتمد على مكونات محلية وتصدر من مصر إلى السوق الأمريكي خاصة وأن إتفاقيات الكويز لا تزال فعالة.
الاستيراد الصيني والأسواق البديلة
وفيما يتعلق بالاستيراد، فمن المتوقع أن تزيد الصين من صادراتها إلى الأسواق البديلة، حيث أسواق مختلف دول الشرق الأوسط وقارة إفريقيا، لتكون هذه الخطوة هي رد الفعل الحاسم على القيود الأمريكية.
وهناك قطاعات متنوعة قد تشهد تدفقاً للمنتجات الصينية، منها السيارات، والإلكترونيات، وحتى تقنيات الذكاء الاصطناعي، التي بدأت الصين تتفوق فيها على أميركا وأوروبا.
انقسام اقتصادي
جدير بالذكر أن مختلف دول العالم تتجه بالفعل إلى انقسام اقتصادي شبيه بالحرب الباردة بين كتلتين اقتصاديتين، واحدة تقودها الصين والأخرى تقودها واشنطن، وإذا لم يتم حل هذه الأزمة بين الطرفين بشكل سريع، فمن الممكن أن يشهد العالم حرب شبيهة بالحرب التي أندلعت بين أمريكا والاتحاد السوفيتي.