كتبت-جهاد جميل
في وقت يبحث فيه العالم عن بدائل نظيفة ومستدامة للوقود الأحفوري، يبرز الهيدروجين الأبيض كمصدر جديد للطاقة قد يُحدث تحولاً جذريًا في مستقبل الطاقة العالمية.
الهيدروجين الأبيض
هذا النوع من الهيدروجين، المعروف أيضًا بالهيدروجين الطبيعي أو الجيولوجي، يستخرج مباشرة من باطن الأرض دون الحاجة إلى عمليات إنتاج صناعية معقدة، ولا يُصدر أي انبعاثات كربونية عند استخدامه، ما يجعله خيارًا مثاليًا في معركة الحد من التغير المناخي.
خلال السنوات الأخيرة، بدأت كبريات شركات الطاقة والتعدين مثل ريو تينتو وفورتيسكيو وغازبروم وBP Ventures ضخ استثمارات ضخمة في مشاريع التنقيب عن الهيدروجين الطبيعي، فيما تتصدر كندا والولايات المتحدة الأمريكية قائمة الدول الأكثر نشاطًا في هذا المجال، بحسب تقرير حديث من شركة “ريستاد إنرجي” الاستشارية.
اقرأ المزيد: قرارات رئاسية مع الإمارات والسعودية وتمويل إسبانى لمعالجة مياه الصرف
لا يزال الهيدروجين الأبيض في مراحله الأولى من الاكتشاف والتطوير، لكنه يشهد زخمًا متسارعًا، مع دخول شركات ناشئة وصناديق استثمار في مجال الطاقة النظيفة على الخط، مثل Breakthrough Energy Ventures التابع لبيل غيتس، الذي يرى أن هذا المورد يمكن أن يكون وقودًا مستقبليًا في صناعات حيوية مثل المعادن والغذاء والطاقة، مع تقليل كبير في الانبعاثات.
تحديات تواجه انتشار الهـيدروجين الأبيض
ورغم التفاؤل المتزايد، هناك تحديات حقيقية تواجه انتشار الهيدروجين الأبيض، أبرزها عدم وضوح جدوى استخراجه على نطاق واسع، وتفاوت توزيع المخزونات الجيولوجية، بالإضافة إلى غياب البنية التحتية اللازمة للنقل والتخزين.
إلا أن الاستثمارات العالمية المتزايدة، وتوجه الحكومات نحو تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، يجعل من هذا المورد الطبيعي “الكنز المخفي” الذي قد يغير قواعد اللعبة في قطاع الطاقة خلال السنوات القادمة.
لذلك يعد الهيدروجين الأبيض ليس مجرد اكتشاف جيولوجي، بل رهان عالمي جديد على مستقبل خالٍ من الكربون.
ولكن مع مرور الوقت يبقى السؤال هل سيتحول هذا المورد الواعد إلى عنصر رئيسي في تحقيق الاستدامة الطاقية عالمياً أم لا؟، الأعين تتجه الآن إلى العام المقبل، الذي قد يحمل الإجابة.