أعرب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر عن أطيب الأمنيات للرئيس عبد الفتاح السيسي وشعب مصر والأمتين العربية والإسلتمية بمناسبة حلول ذكرى مولد النبي محمد عليه الصلاة والسلام.
ويستعرض “كابيتال نيوز” في السطورالتالية التفاصيـــــــــــــــــــــــــــــــل..
وأكد شيخ الأزهر في الكلمة التي وجهها اليوم خلال إحتفالية ذكرى المولد النبوي الشريف، التي عقدت بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن ميلاد النبي محمد عليه الصلاة والسلام، ليس ميلاد زعيم من الزعماء أو عظيم من العظماء أو مصلح أو قائد أو فاتح مغوار، وإن كان كل ذلك، وأكثر منه، قد جمع في النبي محمد.
اقرأ أيضا: بتوجيهات شيخ الأزهر.. قافلة “بيت الزكاة والصدقات” الإغاثية الـ11 تصل غزة |صور
الذكرى المئوية
وأوضح الدكتور أحمد الطيب أن الإحتفال هذا العام بذكرى المولد النبوي هي الذكرى المئوية التي يكتمل بها مرور ألف وخمسمائة عام على مولد رسول الإسلام محمد بن عبد الله، مشيرا إلى أن هذه الذكرى لا تتكرر إلا على رأس مائة عام من عمر الزمان، قائلا: “لعلها بشرى لنا معشر أبناء هذا الجيل لتفريج الكرب عن المكروبين وإزاحة الهم والغم عن البؤساء والمستضعفين، برحمتك يا أرحم الراحمين، وبالرحمة التي أرسلت بها رسولك إلى العالمين”.
وبين شيخ الأزهر أن أكثر صفة كان يتمتع بها النبي محمد هي الرحمة، التي كانت دائما بارزة في كل أفعاله وأقواله وتصرفاته مع أهله وأصحابه وأصدقائه وحتى أعدائه على أمتداد عمره الشريف.
دعوة للعالم أجمع
وأكد أحمد الطيب أن الرحمة لم تكن مجرد صفة في النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وإنما كانت رسالة للعالم أجمع لتسع الناس بكل ما انطوت عليه أخلاق بني آدم، وحظوظهم من الخير والشر، والبر والفجور والعدل والظلم والهدى والضلال والطاعة والمعصية.
وسلّط الإمام الأكبر الضوء على أحد أبرز تجليات الرحمة النبوية، وهو التشريع الإسلامي للحرب، مؤكدا أن الإسلام وضع قواعد أخلاقية صارمة للحرب لم تعرفها البشرية من قبل، حيث جعل القتال مقتصرا على دفع العدوان، وحرم الإسراف في القتل والتخريب، وشدد على حرمة قتل غير المقاتلين كالأطفال والنساء والشيوخ ورجال الدين.
فقه السير
وأشار شيخ الأزهر أن الفقهاء المسلمين أسسوا ما يعرف بـ”فقه السير” في وقت مبكر من تاريخ الإسلام، منوها أن هذا الفقه يمكن أن يعتبر نواة القانون الدولي وأن ما أجمع عليه فقهاء المسلمين في الحروب هو حرمة الإسراف في القتل أو التخريب والتدمير والإتلاف، وأن يكون القتال محصورا في دائرة رد: “الاعتداء” لا يتجاوزها إلى التشفي والإبادة والاستئساد الكاذب، مستدلا بمقولة أديب اللغة العربية مصطفى صادق الرافعي:
“أن المسلمين في معاركهم يحملون السلاح ويحملون معه الأخلاق، فمن وراء أسلحتهم أخلاقهم، وبذلك تكون أسلحتهم نفسها ذات أخلاق”.
دروس الماضي والوعظ
وأكد فضيلة شيخ الأزهر أن الوقت قد حان ليتذكر الناء دروس الماضي والإتعاظ بأحداث التاريخ في هذه المنطقة وخاصة أرض فلسطين، التي وصفها بـ”الأبية والحافلة بتاريخ من النضال والصمود” ، حين احتلها الصليبيون قرنا كاملا، وقتلوا الآلاف من المسلمين والمسيحيين واليهود، وأقاموا الولايات الصليبية.
وأوضح الطيب أن هزيمة الصليبيين كانت حينما أتحد العرب والمسلمون واصطفوا خلف القائد صلاح الدين الأيوبي ليعود الصليبيون من حيث أتوا وعادت الأرض إلى أصحابها، مؤكدا أن الحل الذي لا حل سواه هو في تضامن عربي يدعمه تضامن إسلامي يقويه ويسند ظهره.
وأكد الإمام الأكبر أن المسلمين ليسوا دعاة حرب أو صراعات، وإنما دعاو عدالة وإنصاف واحترام متبادل، موضحا أن العدل والسلام اللذان يدع المسلمين لهما مشروطان بالإنصاف والاحترام، وانتزاع الحقوق التي لا تقبل بيعا ولا شراء ولا مساومة.
معاناة أطفال غزة
وأوضح شيخ الأزهر أن حديثه عن الحرب في الإسلام، ليس المقصود منه المقارنة بين حروب المسلمين في العصر الماضي وحروب العصر الحالي ودواعيها وبواعثها، وما تبثه الفضائيات من مشاهدها شديدة القسوة في غزة أو أوكرانيا أو السودان مبيننا أن المقارنة بين أمرين تقتضي اشتراكهما في وصف أولا، قبل أن يثبت رجحان أحدهما على الآخر في هذا الوصف، وهذا الاقتضاء مفقود فيما نحن بسبيله، لقد حرم الإسلام قتل أطفال عدوه، وحمل جنوده مسؤولية الحفاظ على حياتهم، بينما حرضت الأنظمة الأخرى على تجويع أطفال غزة حتى إذا ما التصقت جلودهم بعظامهم استدرجهم دعاة الديموقراطية وحقوق الإنسان إلى جحيم يصب على رؤوس هؤلاء الأطفال، ليحيل ما تبقى من أجسامهم النحيلة إلى تراب أو إلى ما يشبه التراب.
اقرأ أيضا: رئيس الوزراء يهنئ شيخ الأزهر بعيد الأضحى المبارك
وفي ختام كلمته، توجه الإمام الأكبر بحديث خاص إلى الرئيس السيسي، قائلا: “إننا في الأزهر الشريف نشد على يديكم وندعو الله أن يقوي ظهركم، وأن يوفقكم فيما أنتم ماضون فيه من الثبات على الموقف الرافض لذوبان القضية الفلسطينية، وحماية حقوق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه، والرفض القاطع لمؤامرات التهجير والتشبث بالموقف المصري التاريخي في حماية القضية الفلسطينية ومساندة الفلسطينيين.”.


