لا تزال الحضارة الفرعونية تشغل بال مختلف دول العالم، وتحظى بإهتمام أهم وأكبر الباحثين المتخصصين في علوم الأثار، وهو ما بات واضحا من المستجدات التي طرأت مؤخرا في العاصمة الفرنسية باريس.
ويستعرض “كابيتال نيوز” أخر المستجدات عن الاكتشافات الأثرية المصرية الجديدة.
أقرأ أيضا: يعود زمنه لأهم حقبة تاريخية فرعونية.. اكتشاف أثري مصري جديد
رسائل سرية
أعلن عالم مصريات فرنسي جان جيوم أوليت-بيليتييه عن أكتشافه لما وصفه بـ”السبع رسائل السرية” في النقوش الهيروغليفية على واحدة من المسلات المصرية، أو المعروفة بـ”مسلة الأقصر” والتي تتواجد في ساحة الكونكورد تحديدا وسط العاصمة الفرنسية باريس، موضحا أن هذه الرسائل يعود تاريخها إلى 3000 عام.
وأوضح جيوم في تصريحات أدلى بها لصحيفة “ذا تايمز” البريطانية، أن المسلة التي تم أكتشافها هي واحدة من مسلتين تبين أن نابليون بونابرت رغب في اقتنائهما سنة 1798 بعد أن غزى مصر، وأهداها محمد علي باشا لفرنسا سنة 1830وتم نصب المسلة سنة الساحة التي كانت مقر المقصلة الرئيسية خلال الثورة الفرنسية.
رموز وصخور جرانيتية
وأشار جان جيوم العالم المتخصص في علم التشفير الهيروغليفي بجامعة “السوربون”، إلى إنه تمكن من فك رموز نقوش وصور على صخرة مصنوعة من الجرانيت يبلغ ارتفاعها 22.5 متر، وأكد أنه من الممكن قراءتها معاً كرسائل تُبرز قوة الملك رمسيس الثاني.
وأفاد جيوم أن هذه الرموز تمثل إحدى الرسائل التي كانت مخصصة ليراها ممثل الطبقة الأرستقراطية الذين كانوا يمرون على متن قوارب في نهر النيل، منوها أنها عبارة عن “رسالة دعائية حقيقية حول السيادة المطلقة لرمسيس”.
رسائل خفية
ويظن العالم الفرنسي أن هناك رسائل خفية في النقوش، وأكد أنه بدأ في فحصها بدقة خلال قيامه بجولاته اليومية حول المسلة خلال فترة أزمة فيروس كورونا، مشيرا إلى أن السقالات التي وضعت على النصب التذكاري أثناء أعمال التجديد قبل دورة الألعاب الأولمبية التي عقدت في باريس العام الماضي 2024 من دراسة أدلة حيوية قرب قمته.
وأوضح أنه وخلال جمع العلامات والأشكال لاحظ ألغاز وتلاعب بالألفاظ مثل رموز أفقية، مضيفا: “فهمت أن المسلة تحتوي على العديد من الرموز الهيروغليفية المشفرة”، مؤكدا أنه لم يكن بإمكان أحد فهم هذه الرسائل والرموز سوى من ينتمون لفئة النبلاء.
وبحسب الباحث الفرنسي “جيوم” فإن الهدف من هذه الشفرة كان تعزيز الرسالة التي تقول أن الملك رمسيس الثاني أختارته الآلهة وإنه من سلالة إلهية وأنه من نسل مباشر للإلهين “آمون ورع وماعت”.
ومن المقرر أن تنشر نتيجة الأبحاث التاريخية الفرعونية التي توصل لها عالم الأثار الفرنسي جيوم أوليت-بيليتييه بالتفصيل في مجلة “ENiMوهي مجلة فرنسية متخصصة في علم المصريات، مقرها مونبلييه.
نبذة تاريخية عن الأقصر
جدير بالذكر وبحسب ما أفادت صحيفة “ذات تايمز” البريطانية فإن مسلة الأقصر يعود إلى قرابة 3000 عام قبل الميلاد، منوهة أن هذه المسلة هي واحدة من مسلتين تم نحتهم في عهد الملك رمسيس الثاني، وكانا يقفا على جانبي بوابة معبد الأقصر، وتم نحتهما من قطعة واحدة من حجر الجرانيت واستخرجت من أسوان، وجُلبت عبر النيل على متن زوارق.
أُهديت المسلة اليسرى أيضاً إلى فرنسا، لكنها لا تزال في مكانها الأصلي. وكان الحاكم العثماني ينوي إهداءها لبريطانيا، لكن دبلوماسياً فرنسياً أقنعه بتفضيل فرنسا.
فك رموز اللغة الهيروغليفية
يشار إلى أنه تم فك رموز اللغة الهيروغليفية خلال عشرينات القرن الـ19، وكان ذلك على يد عالم المصريات جان فرنسوا شامبليون، وقام بهذا العمل خلال فترة عمله على فك رموز حجر رشيد الذي استولى عليه البريطانيون من الفرنسيين في مصر سنة 1801 وتم نقله إلى المتحف البريطانية سنة 1802.