منذ اللحظة الأولى من العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة؛ أعربت مصر عن موقفها الرافض لتلك الممارسات، والتي تعد انتهاكا صارخا للقوانين الدولية، إلا أن الاحتلال يخطط لما هو أعمق من غزة.
ويستعرض “كابيتال نيوز” في السطور التالية التفاصيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل..
مخطط تهجير الفلسطينيين عن قطاع غزة
لم تتردد إسرائيل في الإعلان عن مخططاتها والمساعي التي تريد تحقيقها من عدوانها على قطاع غزة، وهو تهجير الفلسطينيين عن أراضيهم عبر معبر رفح – ليتوغلوا في سيناء، مدعية أن هذا هو الحل الأمثل لإنهاء الأزمة والمرضي لجميع الأطراف.
أقرأ أيضا: رسائل تحذيرية من مصر حول غزة: تهجير الشعب الفلسطيني خط أحمر
واعتمدت إسرائيل على الدعم الأمريكي لمخططاتها، حيث أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأييده لفكرة تهجير الفلسطينيين عن أراضيهم، ودعوة مصر والأردن لاستقبالهم.
مصر تعلن موقفها
الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد أن قبول مبدأ تهجير الفلسطينيين سوف تكون نتيجته؛ القضاء على القضية الفلسطينية،وهو ما لن تسمح به مصر.

تجويع الفلسطينيين وتشويه مصر
ومع الرفض الفلسطيني لتهجير أرضه وتمسك الإدارة المضرية بموقفها تجاه القضية الفلسطينية عامة وقطاع غزة خاصة؛ قررت إسرائيل إجبار الفلسطينيين على ترك أرضهم وإعلانها احتلال كامل قطاع غزة، وأيضا التحريض على مصر لتسهيل فتح معبر رفح وإجبار الفلسطينيين عى النزوح القسري.

التوازن المصري
ورغم حملات التشويه ضد مصر؛ إلا أن القيادة السياسية الحكيمة، سعت للحفاظ على تحقيق توازن دقيق، من خلال إدخال امساعدات برا وجوا بما يعادل 80 % من إجمالي المساعدات التي وصلت إلى القطاع منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية الغاشمة.
وتأكيدا على موقف مصر؛ شدد وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبد العاطي، على أن إسرائيل تتعمد انتهاك المواثيق والقوانين الدولية بإصرارها على ممارسة سياسة العنف بإستمرار القصف وقتل المدنيين ومنع دخول المساعدات الإغاثية وكرر رفض مصر كليا لأي محاولات تتم هدفها تصفية القضية الفلسطينية، مؤكدا أن تهجير الشعب الفلسطيني خارج أرضه هو خط أحمر سواء لمصر أو الأردن، ولن يُسمح بذلك بأي شكل من الأشكال.

الموقف المصري
اللواء الدكتور أسامة الجمال مستشار أكاديمية ناصر العسكرية كلية الدفاع الوطني، أكد أن التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي بأن تهجير الشعب الفلسطيني عن أراضية هو خط أحمر سواء لمصر أو الأردن، تأتي في إطار تأكيد الموقف المصري الرافض لتهجير الشعب الفلسطيني عن أراضيه أو لتصفية القضية الفلسطينية.
وأضاف “الجمال” في تصريحات خاصة لـ”كابيتال نيوز” أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يوم 12 أكتوبر 2023، وبعد مرور 5 أيام على العملية التي أطلق عليها “طوفان الأقصى”، وتحديدا يوم حفل تخرج الكليات العسكرية في الكلية الحربية، أعلن أمام العالم أجمع أن تهجير الفلسطينيين لمصر “خط أحمر”، وأن مصر لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية، وأن الحدود المصرية “خط أحمر”.

اللواء الدكتور أسامة الجمال مستشار أكاديمية ناصر العسكرية كلية الدفاع الوطني
موقف ثابت
وأشار اللواء أسامة الجمال إلى أن مصر وطيلة الفترة الماضية؛ موقفها ثابت رغم كافة الضغوط التي تمارس لقبول تهجير الفلسطينيين، مؤكدا أن تهجير الفلسطينيين بالنسبة لمصر هو القضاء على القضية الفلسطينية برمتها، وهو ما لن تسمح به مصر بأي حال من الأحوال.
احتمالات المواجهة العسكرية
وفيما يتعلق بإحتمالات إندلاع مواجهات عسكرية؛ أكد اللواء الدكتور أسامة الجمال أن مسألة الدخول في مواجهات عسكرية مع دولة مثل مصر لها حسابات مختلفة تماما بالنسبة لإسرائيل، موضحا أن إسرائيل وبعد حرب أكتوبر 73 قررت عدم الدخول مع مصر في مواجهة عسكرية أبدا، لكنها بدأت في استراتيجية جديدة معروفة بإسم “حروب الجيل الرابع” وأسلوب “الحروب بالوكالة”.
وكشف الدكتور أسامة الجمال أن إستراتيجية “حروب الجيل الرابع” أو “حروب الوكالة” تعني أنها تحاول خلق مشكلة لمصر أولا، من خلال تصفية القضية الفلسطينية وثانيا بتهجير الشعب الفلسطيني.
الفصائل المسلحة في فلسطين
وتابع: داخل فلسطين العديد من الفصائل المسلحة، وإسرائيل تريد تنفيذ مخططاتها بتهجير الشعب الفلسطيني عن أراضيه ودخولهم لأرض سيناء، ليتسلل معهم رموز الفصائل المسلحة، وذلك لتهديد الأمن القومي المصري، وهو ما لن تسمح به مصر.
وأكد “الجمال” أن الشعب الفلسطيني نفسه يتمتع بالاصالة والوطنية، فرغم كل ما يواجهه الآن بسبب العدوان الغاشم، لكنه متمسك بأرضه، مشيرا إلى أن ما يمارس الآن في غزة من سياسة فرض التجويع، هو جزء من الضغوط التي تمارس ضد مصر ، بخلاف ممارسة الضغوط السياسية والاقتصادية من قبل واشنطن أو إسرائيل، علاوة على الممارسات التي تتم عند قناة السويس أو باب المندب، وكل ذلك للتأثير على مصر وإجبارها على الموافقة على تهجير الفلسطينيين للقضاء على القضية الفلسطينية.
عقوبات غير معلنة
وكشف مستشار أكاديمية ناصر العسكرية أن هناك عقوبات غير معلنة يتم فرضها على مصر لإجبارها على قبول أهداف إسرائيل، وهذه العقوبات تتمثل في حرمان مصر من 60% أو 70% من إيرادات قناة السويس التي هي بالعملة الصعبة، كمحاولة للتأثير سلبا على الاقتصاد المصري ورفع قيمة الدولار أمام الجنيه المصري، لكن مصر قادرة على مواجهة أي ضغوط مهما كانت، وسيظل موقفها ثابت ولن يتغير حيال قضية تهجير الفلسطينيين.

ويرى اللواء الدكتور أسامة الجمال، أن ثبات موقف مصر ورفضها لمبدأ التهجير رغم كل الضغوط التي تمارس – يدل على أن مصر دولة قوية، وتمتلك جيشا قويا، منوها بأن مصر لو لم تمتلك جيشا قويا كانت ستكون فريسة أمام كل هذه الممارسات، كغيرنا من الدول المجاورة التي تم انتهاك سيادتها وأصبحت دول شبه محتلة.
التفكير الإسرائيلي
وأوضح الدكتور أسامة الجمال، أن إسرائيل تعتبر مصر – هي العدو الأهم والأخطر لها في المنطقة، والعقبة الحقيقية أمام تحقيق مخططاتها الشيطانية، لكنها لن تحاول الدخول في مواجهة عسكرية أمام مصر على الأقل خلال الوقت الراهن، وسوف تفكر ألف مرة قبل أن تخطو هذه الخطوة، لذلك فهي تحارب مصر بطريقة مختلفة، من خلال ممارسة فرض الضغوط.
لن نقاتل بالسلاح
ودلل اللواء “الجمال” رؤيته بعدم نوايا إسرائيل بالدخول في حرب عسكرية ضد مصر، بأن هناك مقولة اشتهرت بها إسرائيل بعد حرب أكتوبر 73، وتعلمها للأجيال الإسرائيلية وهي :”لن نقاتل مصر مرة أخرى بالسلاح”، فهي تعي أن قوة جيش مصر وعقيدته القتالية لن تجعلها قادرة على المواجهة، لذلك تلجأ لحروب الجيل الرابع وحروب الوكالة وممارسة الضغوط، وفرض المشاكل مثل قضية اللاجئين الفلسطينيين أو تهييج الرأي العام العالمي ضد مصر بالإدعاء الكاذب بإنها هي من تفرض تجويع الشعب الفلسطيني، فهذه هي الأساليب التي تعتمد عليها.
أقرأ أيضا: حصار غزة .. مؤامرة «صهيو إخوانية» لهدم الدولة المصرية وإعادة رسم الخريطة الدولية
وأكد الدكتور أسامة الجمال أن مثل هذه الممارسات لن تنجح فيها إسرائيل، لأن العالم أجمع يرى كم الجهود التي تبذلها مصر منذ بدء العدوان وحتى الآن، فقد عملت على وقف إطلاق النار ووجهت دعوات دولية لإجبار إسرائيل على وقف حربها، والآن تعمل على إدخال المساعدات اللازمة لأبناء القطاع، مع الحرص على منع أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية من أي جهة أيا كانت.
