أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن اصطفاف الشعب كان تصويتًا للعالم كله ورفضهم للحرب غير الإنسانية بغزة وليس لمجرد اختيار رئيسهم لفترة جديدة.
وأعرب الرئيس السيسي، عن سعادته البالغة من مشهد اصطفاف المصريين وانخراطهم فى صفوف الناخبين فى الاستحقاق الانتخابى الرئاسى وهو ما يعد دلالة واضحة لكل متابع فى الداخل أو فى الخارج عن حيوية وفاعلية المجتمع المصرى بكل أطيافه وفئاته ويؤكد على أن إرادة المصريين نافذة بصوت كل مصرى ومصرية.
وقال الرئيس السيسي، فى كلمة للأمة، عقب إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية 2024، إن ذلك المشهد الذى تابعه عن كثب ويدفعه لأن يعبر عن عظيم تقديره وامتنانه لكل المصريين الذين شاركوا فى هذا الحدث المهم، فى هذا الظرف الدقيق، والذى تواجه فيه الدولة حزمة من التحديات على كافة المستويات يأتى فى مقدمتها، تلك الحرب الدائرة على حدودنا الشرقية والتى تستدعى استنفار كل جهودنا للحيلولة دون استمرارها.. بكل ما تمثله من تهديد للأمن القومى المصرى بشكل خاص، وللقضية الفلسطينية بشكل عام، وكأن اصطفاف المصريين، كان تصويتا للعالم كله من أجل التعبير عن رفضهم لهذه الحرب غير الإنسانية وليس لمجرد اختيار رئيسهم لفترة رئاسية، فى مشهد حضارى راق تضافرت فيه جهود الدولة – حكومة وشعبا – ليخرج بهذا المظهر المشرف، والذى لم يشهد أية تجاوزات أو خروقات أمنية، على الرغم من هذه الحشود غير المسبوقة.
وأضاف الرئيس السيسي:"أقول لكم بالصدق المعهود بيننا: إننى أدرك يقينا حجم التحديات التي مررنا بها، وما زلنا نواجهها كما أؤكد إدراكى بأن البطل فى مواجهة هذه التحديات، هو المواطن المصرى العظيم الذى تصدى للإرهاب وعنفه وتحمل الإصلاح الاقتصادى وآثاره وواجه الأزمات بثبـات ووعـى وحكمـة وأجدد معكم العهد بأن نبذل معا كل جهد لنستمر في بناء الجمهورية الجديدة.. التي نسعى لإقامتها، وفق رؤية مشتركة تجمعنا دولة ديمقراطية تجمع أبناءها فى إطار من احترام الدستور والقانون وتسير بخطوات ثابتة نحو الحداثة والتنمية قائمة على العلم والتكنولوجيا محافظة على هويتها وثقافتها وتراثها تضع بناء الإنسان فى مقدمة أولوياتها، وتســعى لتوفيـر الحياة الكريمة له تمتلك القدرات العسكرية والسياسية والاقتصادية.. التى تحافظ على أمنها القومى، ومكتسبات شعبها هذه مصر، التى نحلم بها جميعا".
وأكد الرئيس السيسي، أن هؤلاء هم المصريون، الذين يحدوهم الأمل فى بناء وطن عظيم، مضيفًا: "وسأكون صوتهم جميعا.. مدافعا عن حلمهم لمصر وسنستكمل حوارنا الوطنى.. بشكل أكثر فاعلية وعملية، مستفيدين من تلك الحالة الثرية، التى شهدتها العملية الانتخابية وهو ما أفرز تنوعا فى الأفكار والرؤى.. ناتجا عـن تنوع المرشحين واتجاهــاتهم السـياسـية. ومن كل قلبى.. أتوجه لكل المرشحين المنافسين.. بتحية واجبة على ما قاموا به.. من عمل عظيم وأداء سياسى راق.. يمهد الطريق أمام حالة سياسية..مفعمة بالحيوية والتنوع".
وأعرب الرئيس السيسي، عن فخره بالمصريين لا حدود ولا نهاية له واختيار الشعب المصرى له فى مهمة قيادة الوطن هو تكليف يتحمل أمانته أمام الله "عز وجل" وأمامهم، مضيفًا:"وسيشهد التاريخ به وكم ازداد فخرى، وأنا أشهد بعين متأملة.. جموع الشعب المصرى تعبر عن نفسها فى المقدمة كان شباب مصر.. يعبر عن نفسه.. وعن حيوية مصر ومستقبلها".
وأضاف الرئيس: "وكالعادة والعهد.. تثبت المرأة المصرية مرة أخرى.. بأنها صوت الضمير الوطنى.. المعبر عن صمود وصلابة أمتنا كما كان عمال مصر وفلاحوها.. نموذجا للوعى والإرادة ويؤكدون مرة أخرى.. على أنهم صناع المستقبل، وزارعو الأمل والشكر موصول لجيش مصر وشرطتها وقضائها.. الذين أمنوا وأشرفوا على خروج هذه الملحمة الوطنية.. بتلك الصورة التى استدعت الفخر والاعتزاز".
واختتم حديثه، قائلا: "أؤكد أننى كما عاهدتكم.. رجل مصرى.. نشأ فى أصالة الحارة المصرية العريقة أنتمى إلى المؤسسة العسكرية.. ولا أملك فى مهمتى التى كلفتمونى بها.. سوى العمل بكم، ومن أجلكم لا أدخر جهدا، ولا أسعى سوى لإرضاء الله تعالى، وتحقيق آمالكم وتطلعاتكم".
وقال الرئيس: "إن اختياركم لى لقيادة الوطن.. إنما هو أمانة.. أدعو الله أن يوفقنى فى حملها بنجاح، وتسليمها بتجرد، فلنعمل معا، لأجل مصرنا العزيزة وبقوة شعبها واصطفافه الوطنى، دائما وأبدا: تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر".
