تعد الآثار جزء أساسي من أي دولة، فمن خلالها يكون من السهل جلب عملة صعبة تساعد على تحسين الأوضاع الاقتصادية، وفي نفس الوقت، باتت الآثار وسيلة يتم الإعتماد عليها لجذب الإستثمار الأجنبي، مما يصب في النهاية في مصلحة الاقتصاد والمواطن.
ويستعرض “كابيتال نيوز” أخر وأهم المستجدات عن الأثار في مصر..
وتعتبر مصر من أهم الدول التي تمتلك تاريخ حضاري عريق ويتهافت عليها الألاف من السياح من مختلف بقاع دول العالم، مما جعل وزارة الآثار تكثف من جهودها وتمكنت من الوصول لإكتشافات آثرية جديدة.
اقرأ أيضا: الكشف عن مبني أثري بمنطقة منقباد بأسيوط.. اعرف التفاصيل
ثلاث مقابر منحوتة
أعلنت بعثة مصرية تابعة لوزارة السياحة والأثار عن اكتشافها لثلاث مقابر منحوتة في الصخر، وأوضحت أن تاريخ هذه المقابر الثلاث يعود إلى عصر الدولة القديمة، وتحديدا في مقبرة قبة الهوا بمحافظة أسوان جنوب مصر.
وبحسب الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار محمد إسماعيل خالد، فإن النتائج الأولية توضح أن بعض هذه المقابر قد أعيد استخدامها مرة أخرى خلال عصر الدولة الوسطى، منوها أن ذلك يعكس الاستمرارية التاريخية لأهمية مقبرة قبة الهوا كموقع دفن عبر العصور المختلفة.
إضافة علمية
وأضاف خالد أن هذا الإكتشاف يعد إضافة علمية مهمة، لأنه يلق الضوء على فترة إنتقالية وصفها بـ”الحرجة” تحديدا بين نهاية الدولة القديمة وبداية عصر الانتقال الأول.

وتُظهر الدراسات أن بعض المقابر التي تم حفرها في تلك الفترة كانت خالية من النقوش، ولكنها حافظت على الطابع المعماري وطقوس الدفن التقليدية، مما يدل على محدودية الإمكانات الاقتصادية آنذاك.
أوان فخارية وتوابيت
من جانبه، كشف رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار محمد عبد البديع، ملامح الإكتشافات حيث أوضح أن المقبرة الأولى خالية من النقوش والكتابات، وهي تحتوي على فناء خارجي عثر بداخله على بابين وهميين، ومائدتين للقرابين، وأوانٍ فخارية، وتوابيت في حالة سيئة، بالإضافة إلى هياكل عظمية.
وتمكنت البعثة من العثور داخل الفناء على بئر للدفن به توابيت خشبية متهالكة وأتضح أن بداخلها هياكل عظمية وأوانٍ فخارية بعضها عليه نقوش هيراطيقية يعود تاريخها لعصر الدولة القديمة.

المقبرة الثانية
وفيما يتعلق بالمقبرة الثانية فهي تقع غرب المقبرة الأولى وتبين إنها خالية من النقوش، وعثر بداخلها على مائدتين للقرابين وأوانٍ فخارية تعود لعصر الدولة الوسطى، ويُرجح من تصميمها المعماري أنها تعود لنهاية الدولة القديمة أو بداية عصر الانتقال الأول، وأعيد استخدامها مرة أخرى بالدولة الوسطى.
فيما تختلف المقبرة الثالثة في تصميمها عن المقبرتين السابقتين، وتقع غرب مقبرة “كا-كم” من عصر الدولة الحديثة.
والمقبرة الثالثة خالية من النقوش، وقد عُثر بداخلها على كمية كبيرة من الفخار وهذا الفخار وبعد دراسته تبين إنه في حالة جيدة من الحفظ.
هياكل لأطفال
وأكتشف أن المقبرة الثالثة بها هياكل عظمية يعود بعضها لأطفال وتشير الأدلة على أن المقبرة تعود لعصر الدولة القديمة.

اقرأ أيضا: يعود زمنه لأهم حقبة تاريخية فرعونية.. اكتشاف أثري مصري جديد
دلالة الإكتشاف
يشار إلى أن هذا الإكتشاف الآثري يؤكد على أهمية مقبرة قبة الهوا كونها أحد أهم المواقع الأثرية التي تقع جنوب مصر، ويعد فهم التسلسل الزمني والمعماري وطقوس الدفن خلال الفترات الانتقالية داعم قوي للتاريخ المصري القديم.
 
			        
