ينتظر المسلمون من جميع بقاع الأرض موعد إيتاء فريضة الحج، لكي تغفر ذنوبهم، ولكي يأدوا مناسك شرعية حميدة يكتسبون من خلالها فرصة زيارة بيت الله الحرام وبيت رسوله الكريم.
لكن ماذا لو أكتشفوا أن ما سيقومون به ذنب كبير ومخالفة للشرع ولتعاليم الإسلام؟؟
ويستعرض “كابيتال نيوز” أخر المستجدات على الساحة في مختلف القطاعات.
الحج مخالفة شرعية
قال الدكتور نظير عياد، مفتي مصر، أن الحج دون تصريح رسمي من السلطات السعودية هو مخالفة شرعية، مؤكدا أنه لا يجوز وبحكم الشرع مخالفة ولي الأمر، خاصة في الأمور التي تتعلق بمصالح الناس، منوها أنه مراسم الحج من أكثر الأمور التي يستوجب فيها الإلتزام بأوامر ولي الأمر.
وأضاف عياد بالقول لتوضيح الناحية الشرعية: “لا يجوز شرعًا للإنسان أن يحج من دون تصريح، ومن فعل ذلك كان آثمًا شرعًا بمخالفته ولي الأمر”.
التصريح شرط الاستطاعة
ووفقا لما وضحه المفتي نظير عياد فإن التصريح لإتمام فريضة الحج أصبح الآن من شروط الاستطاعة التي يتطلب توافرها، موضحا إن الإنسان وإن لم يحصل على هذا التصريح فهو في هذه الحالة “غير مستطيع” إذا فهو غير مطالب بإيتاء فريضة الحج، وفقا لما قاله.
وأكد الدكتور نظير عياد أن من يقوم بالحج غير النظامي أي الحج دون تصريح فهو في هذه الحالة يشوه صورة بلاده أمام العالم، مؤكدا أن الإصرار على الاستمرار في تأدية هذه المخالفة سوف يتسبب في تشويه صورة البلد ومواطنيه، وسيكون له تداعيات سلبية على أي مواطن ينتمي لهذا البلد.
وأفاد مفتي مصر أن ممارسة فريضة الحج دون تصريح سيكون له مظاهر خطيرة أهمها فقدان الثقة، موضحا بالقول: “إذا عرف الناس عن بلد من البلاد أنهم يخالفون أوامر الله تعالى التي أمر بها عباده في طاعة ولي الأمر، فلن تكون لهم مصداقية بعد ذلك”.
وبحسب الدكتور نظير عياد فإنه لا يصح إتمام فريضة الحج وأنا أعلم إني سوف أتسبب في أضرار للبلد التي سوف اتوجه إليها، في إشارة هنا إلى المملكة العربية السعودية.
الجهات المنظمة لشؤون الحج
من ناحية أخرى، أكد الدكتور نظير عياد أن إيتاء فريضة الحج دون تصريح تسبب أضرار عديدة على الجهات المنظمة لشؤون الحج، كما أنها تسبب المشقة للمسؤولين والمنظمين مؤكدا: “ضغط الأعداد وغير ذلك مما لا توجد التجهيزات الكافية له، يُحدث ضررًا مُحققاً، بل قد يؤدي إلى الهلاك والإهلاك”.
موقف الخارجية المصرية
جدير بالذكر هنا أن وزارة الخارجية المصرية سبق وقد طالبت من الراغبيت في إيتاء فريضة الحج الإلتزام بجميع الضوابط التي سبق وأصدرتها المملكة العربية السعودية، وأنه لا يستوجب السفر دون تصريح رسمي، مع التأكيد على أنه سيتم ترحيل المخالفين من القادمين والمقيمين المتسللين للحج، ومنعهم من دخول المملكة لمدة 10 سنوات.
وناشدت الخارجية كافة المواطنين المصريين الزائرين والمقيمين بالسعودية بضرورة الالتزام التام بقواعد الحج المطبقة من السلطات السعودية، تجنبا للوقوع تحت طائلة المساءلة القانونية، والتعرض للعقوبات.
مافيا الحج
من جانبه سبق وقد أكد وزير السياحة المصري شريف فتحي على أن هناك تنسيق كامل بدأ منذ 4 شهور مع المملكة العربية السعودية من أجل مواجهة ما وصفه بـ “مافيا الحج بدون تصريح”.
وشدد فتحي على أن هناك ما وصفه بـ”القنوات الشرعية” المخصصة للتعامل ولتنظيم الحج والعمرة وجميع الزيارات الخاصة، موضحا أن كل من يتبع الطرق الشرعية القانونية لتأدية فريضة الحج والعمرة فهو في حماية الدولة والوزارة.
وأضاف الوزير المصري أن الوزارة قادرة على حماية الحجاج الذين يتم تسفيرهم عبر الكيانات الشرعية والمعتمدة، أما الراغبون في الحج الذين يلجأون لما يعرف بـ “الكيانات غير المعتمدة” فهم خاسرون، مشددا على أن هناك ضوابط يتم التنسيق فيها مع غرفة شركات ووكالات السفر لتنظيم سفر الحجاج بالطرق الشرعية والرسمية والحصول على الخدمة المتعارف عليها، ومؤكدا على ضرورة فرض عقوبات على المخالفين.