لطالما كانت كسوة الكعبة المشرفة عنوانًا للجلال والهيبة، ومظهرًا من مظاهر تعظيم بيت الله الحرام، لكن القليل يعرف أن لون ثوب الكعبة لم يكن دائمًا أسود كما هو اليوم.
اقرأ المزيد: لبيك اللهم لبيك.. جموع الحجاج تحتشد في “مسجد نمرة” استعدادا لصلاتي الظهر والعصر
كسوة الكعبة المشرفة

كسوة الكعبة
يستعرض كابيتال نيوز في السطور التالية التفاصيــــــــــــــــــــــــــــــل ..
فمنذ أيام النبي إبراهيم وحتى العصور العباسية، تنوعت ألوان الكسوة بين البني، والأبيض، والأحمر، والأخضر، وحتى الأصفر.
لماذا تنوعت ألوان الكسوة؟
أول من كسا الكعبة بحسب ما ورد في المصادر الإسلامية، كان عدنان الجد الأعلى للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ثم جاء الملك تبع اليماني الذي ألبس الكعبة كسوة كاملة من البرود اليمانية، ومن النساء، كانت نتيلة بنت جناب، زوجة عبد المطلب، أول من كسا الكعبة من النساء.
في عهد الرسول الكريم، وبعد فتح مكة، لم يُبدّل النبي كسوة قريش إلا بعد أن احترقت شرارة منها أثناء تبخيرها، فكسيت الكعبة بثياب مخططة بيضاء وحمراء.
أما في عهد الخلفاء الراشدين، فقد تغيرت إلى القباطي البيضاء المصرية، وهي ثياب رقيقة دقيقة الصنع.
أول من كسا الكعبة كسوتين
أما الخليفة عثمان بن عفان، فكان أول من كسا الكعبة كسوتين، واحدة من البرود اليمانية يوم التروية، وأخرى من القباطي في أواخر رمضان، وفي العهد العباسي، برز هارون الرشيد بكـسوة بيضاء رقيقة كتب عليها: “بركة من الله للخليفة الرشيد”.
مع تطور العصور، تغير لون الكسـوة عدة مرات، حتى وصلت في عهد الخليفة الناصر العباسي إلى اللون الأسود، وهو اللون الذي استقر عليه إلى اليوم، مع نقوش من الذهب والفضة.
صناعة كسـوة الكعبة
واليوم، تتم صناعة كسـوة الكعبة في مجمع الملك عبدالعزيز، حيث يعمل أكثر من 200 متخصص في أقسام مختلفة مثل: النسيج، الطباعة، الخياطة، والزخرفة.
وتُستخدم في صناعتها حوالي 1000 كجم من الحرير الأسود المصبوغ داخل المجمع، إضافة إلى 120 كجم من الذهب و100 كجم من الفضة.
تضم الكسوة 16 قطعة حزام، و6 قطع و12 قنديلاً أسفل الحزام، و5 قناديل فوق الحجر الأسود، و4 صمديات للأركان، وستارة لباب الكعبة.
أما النقوش فهي منسوجة بطريقة الجاكارد وتحمل عبارات مثل “يا الله”، و”لا إله إلا الله محمد رسول الله”.
سبب اختيار اللون أسود للكسوة؟
اللون الأسود أصبح رمزًا للكعبة في العصر الحديث، ليس فقط لما فيه من فخامة وجلال، ولكن أيضًا لأنه شعار الدولة العباسية التي ثبتت عليه الكسوة حتى يومنا هذا.
اقرأ أيضا: استلام 283 حافلة مطابقة للمواصفات الفنية استعدادًا لتصعيد الحجاج إلى عرفات