أكد الدكتور عبدالمنعم السيد، مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، أن مجموعة البريكس تسعى إلى خلق أقطاب اقتصادية عالمية منافسة لتلك التي تقودها واشنطن، مشيراً إلى أن التكتل الذي يضم عشر دول يشكل اليوم ما يعادل 31.5% من الاقتصاد العالمي و18% من التجارة العالمية، مضيفا أن دول البريكس تمثل 26% من مساحة العالم و43% من سكانه، وتنتج أكثر من ثلث الحبوب العالمية.
وأوضح “السيد”، في تصريح خاص لـ “كابيتال”، قائلاً: “لقد أظهرت الأرقام التي نشرها صندوق النقد الدولي أن تكتل البريكس قد أصبح يسيطر على جزء كبير من الاقتصاد العالمي، حيث بلغت مساهمته 31.5% من الاقتصاد العالمي في نهاية عام 2022 مقارنة بـ30.7% لدول مجموعة السبع الكبرى، كما أن عدد سكان دول البريكس يصل إلى 3.2 مليار نسمة، ما يمثل نحو 42% من سكان العالم، بينما عدد سكان دول مجموعة السبع لا يتجاوز 800 مليون نسمة.”
وأشار مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، إلى أن انضمام دول جديدة إلى مجموعة البريكس يساهم في تعزيز القوة الاقتصادية للتكتل، وتوقع أن يشهد التحالف زيادة في مساحته بمقدار 10 مليون كم²، كما سيتزايد عدد سكانه بنحو 322 مليون نسمة.
تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي
وأضاف أن مجموعة البريكس تهدف إلى تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي في المعاملات التجارية بين دولها، موضحا أن هذه الخطوات تشمل التعامل بالعملات المحلية بين بعض الدول الأعضاء مثل الصين والبرازيل، بالإضافة إلى التفكير في إنشاء عملة جديدة مقومة بالذهب لتسهيل التبادل التجاري بين الدول الأعضاء.
وأكد ” السيد”، أن التحالف يسعى إلى إيجاد بدائل لنظام التجارة القائم على الدولار خاصة بعد الحرب الروسية الأوكرانية التي تسببت في تجميد الأصول الروسية. مشيراً إلى أن مجموعة البريكس تسعى إلى تشكيل “بريكس بلس” من خلال إضافة دول أخرى، ودعم روسيا في هذا السياق لتقوية التحالف وتوسيع نطاقه.
تخفيف الضغط على الدولار
وفيما يخص مصر، قال د. السيد: “انضمام مصر إلى مجموعة البريكس يمثل خطوة استراتيجية كبيرة، حيث يتيح لمصر الفرصة للتعامل مع دول التحالف بالعملات المحلية أو بعملة جديدة مقومة بالذهب، وهو ما سيقلل الضغط على الدولار ويخفف من الفجوة التمويلية التي تعاني منها مصر.”
زيادة التبادل التجاري
وأفاد د. السيد بأن هذا الانضمام سيزيد من التبادل التجاري بين مصر ودول البريكس، مما يساهم في تحسين الناتج المحلي المصري، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتوفير فرص عمل جديدة، فضلاً عن تعزيز صادرات مصر وفتح أسواق جديدة للمنتجات المصرية.
و أشار إلى أن هذا التحالف سيؤدي إلى زيادة أعداد السائحين من دول البريكس، مما سيعود بالنفع على القطاع السياحي في مصر، موضحا أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة البريكس المقبلة التي ستعقد في مدينة كازان الروسية؛ ستكون فرصة كبيرة لمصر لعرض الفرص الاستثمارية الموجودة بها، وتعزيز التعاون الاقتصادي بين دول التحالف.
وتابع: مصر ستكون قادرة على استعراض الإصلاحات المالية والهيكلية التي قامت بها مؤخراً، وكذلك خطط التنمية الشاملة التي تنفذها الدولة حالياً.
واختتم السعيد قائلاً: “انضمام مصر إلى تحالف البريكس سيعود عليها بالكثير من المكاسب الاقتصادية، حيث سيكون التحالف بمثابة بوابة لمصر للاستفادة من استثمارات دول البريكس، كما سيسهم في تعزيز مكانة مصر على الساحة الدولية”.
