”السعودية الخضراء” و”الشرق الأوسط الأخضر”.. مبادرة ولي العهد لمواجهة المخاطر البيئية
تواصل المملكة العربية السعودية تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان ريادتها في حماية الطبيعة ومواجهة التحديات البيئية في المنطقة، وذلك استكمالا للجهود التي قامت بها خلال فترة رئاستها لمجموعة العشرين العام الماضي
وجاء إعلان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن مبادرتي "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر " في 27 مارس 2021 ضمن زيادة الأغطية النباتية ومكافحة التلوث وتدهور الأراضي والحفاظ على الحياة البحرية والساحلية وذلك من خلال اعادة تأهيل 40 مليون هكتار من أراضيها بهدف استزراع عشرة مليارات شجرة خلال العقود المقبلة ومضاعفة المساحات الخضراء 12 مرة.
مبادرة ولي العهد السعودي تضم أيضًا خططًا طموحة لخفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 4% من الإسهامات العالمية مستندةً على التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة لتوفير نحو 50% من إنتاج الكهرباء بالمملكة بنهاية العقد الجاري، فضلاً عن تعزيز عمليات الاعتماد على التقنيات الهيدروكربونية النظيفة القادرة على إزالة أكثر من 130 مليون طن من الانبعاثات الكربونية، وذلك بالتوازي مع رفع معدلات تحويل النفايات عن المرادم إلى 94%.
وتأتي مبادرة "الشرق الأوسط الأخضر" لتعزيز التعاون بين المملكة والدول الشقيقة والصديقة بالشرق الأوسط بالإضافة إلى المنظمات الدولية ذات الصلة، لوضع خارطة طريق تنتهي إلى وضع حلول ناجعة لمشكلة التغير المناخي ترتكز على عدة محاور تتمثَّل في: تعزيز كفاءة تقنيات الهيدروكربون في المنطقة، وإطلاق أكبر خطة لإعادة التشجير في العالم، والتي تهدف إلى زراعة (50) مليار شجرة في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يمثل نسبة (5%) من المستهدف العالمي، ويُحقق خفضاً في معدلات الكربون العالمية بنسبة (2.5%)، و خفضاً في الانبعاثات الكربونية بأكثر من (10%) من المساهمات العالمية.
مساعي المملكة العربية السعودية هو خلق بيئة أفضل خالية من الانبعاثات الكربونية، بصفتها واحدة من أكبر منتجي النفط في العالم.
وتعمل السعودية جليا على خفض الانبعاثات الكربونية الناجمة عن إنتاج النفط في المنطقة بنسبة 60%، وهذا ما ظهر من خلال كون حصة إنتاج الطاقة النظيفة في الشرق الأوسط لا تتجاوز حدود 7%، مؤكدة أنها ستعمل مع الدول الشقيقة والصديقة على نقل المعرفة ومشاركة الخبرات، لضمان رفع كفاءة التقنيات المستخدمة في إنتاج النفط والوصول بمستويات الانبعاثات الكربونية لأدنى المعدلات، والمضي قدماً وبخطى متسارعة في تحقيق الأهداف العالمية لمواجهة تحديات التغير المناخي.
ومن المقرر أن تدعو المملكة إلى عقد قمة سنوية تحت عنوان "مبادرة الشرق الأوسط الأخضر"، بحضور قادة الدول والوزارات والمختصين في المجال البيئي، لمناقشة تفاصيل المبادرات وآلية تطبيقها؛ بداية من الربع الأخير من العام الجاري، وتستمر دورياً خلال العـِـقدين المقبلين، كما ستعمل المملكة على إنشاء منظمة غير ربحية لتنفيذ مقرَرَات القمة ومتابعة تحقيق مستهدفات المبادرات.